بنشاب : يتكلم الجميع عن الوحدة الوطنية منذ الاستقلال، ويرغب في تعزيزها ويخاف عليها، ومع ذلك لا يبذل الكثير لصيانتها والدفاع عنها عندما تتعارض مع مصالحهم الضيقة وطموحاتهم الآنية.
بنشاب : في كل موسم امتحانات، تلتزم السلطات الموريتانية بموعد "مقدس" لا يتغير: قطع الإنترنت عن المواطنين، وكأن هذا الإجراء هو مفتاح نزاهة الامتحانات وضمان تفوق التلاميذ!
لكن، إلى متى سنظل نُعالج المشاكل بأساليب بدائية، وندفع ثمن فشل الأنظمة التعليمية من جيب المواطن البسيط؟
بنشاب : في منطق الطبيعة الماء أصل الحياة و في منطق السياسة الماء أصل الشرعية . النظام الذي يعجز عن إيصال الماء لشعبه مهما زخرف خطابه يعترف ضمنيا بانكسار عقده مع مواطنيه ، فالعطش ليس فقط غياب قطرة بل غياب معنى النظام نفسه .
بنشاب : شغل الرأي العام الوطني منذ أيام باعتقال طلاب من مدرسة (NBS) على أثر شكاية تقدمت بها مديرة المدرسة أمام مفوضية تفرغ زينة 2 بنواكشوط الغربية و موجهة إلى حضرة المفوض.
الشكاية مؤرخة بتاريخ 30 يوليو 2025 اي في نفس يوم اعتقال الطلاب.
بنشاب : في الوقت الذي تستعد فيه الطبقة الحتمية الظهور في الأوقات الشاذة والاستثنائية..من المطبلين والمزمرين بذكري انتهاء عام الرمادة
مهللين ومكبّرين ومسبحين بإنجازات لا وجود لها الا في عقولهم المريضة بتزييف الحقائق...
بنشاب : حين يضع شخص تافه أو مجموعة من التافهين صورة الرئيس وعليها عبارات التمجيد أو هتفوا نصرا ..نحن خلفك .. إلخ،
وتجد هذه الأفعال والأقوال تجاوبا رسميا ودعما مادي اكثر من التعاطي مع مشاكل وطن وهموم شعب يرزخ تحت مشاكل الماء والكهرباء والصحة والتعليم
فإننا ندرك اننا في زمن الفوضى و العبث ..
بنشاب : في كل بقعة من أرض هذا الوطن صوت بكاء مكتوم، ودمعة متوارية، وآهات لا تجد من يصغي لها.
وفي المقابل، هناك قلة تعيش في أبراجها العاجية، تستأثر بالثروة، وتحتكر القرار، وتتصرف كأن البلاد إرث خاص تتقاسمه العائلات النافذة، وتتوارثه جيلاً بعد جيل.
بنشاب : هو السِّرُّ الذي ما انفكّ يعاند القوالب، ويتمرَّد على المقاييس، فلا يُدرَك في مَهبّ الكلام، ولا يُطال في حضيض المعاني المعلّبة؛ من سُلالته نُسِجت العزائمُ من صَخر، وانبثقت الإرادة من سُهاد، وسَرت في مفاصل الأيّام كالحَدْس الغامض، لا يُفصح عنه إلّا صمتُ العارفين.