بنشاب : في دروب الحياة، يمرّ الإنسان بمحطات تختبر الصدق والوفاء، وتكشف المعادن في لحظات الشدة، لا في ساعات الرخاء. هناك، حيث تصفو الرفقة وتتجلى المعاني، ينبت الحبّ الصادق، ويُروى بماءِ العهد، ويُظلّل بمودّة لا تعرف الخذلان.
بنشاب : في زمنٍ ندر فيه الصدق، وقلّ فيه الثبات، وارتدى الغدر أثواب الوقار، وقف رجلٌ صلبُ العود، راسخُ المبدأ، شامخُ الهامة، كالجبل لا تهزه العواصف، ولا تزعزع جذوره رياح المصالح. سار بخطى الواثق على دروبٍ ملغّمة بالخيانة، محفوفةٍ بسهام الجحود، لكنّه لم ينحنِ، ولم يصرخ، بل آثر الصمت، وجعل من كرامته سلاحًا ومن صبره درعًا.
بنشاب : فخامة رئيس الجمهورية..
لست من أولئك الذين يكتبون مثل هذه المقالات التي تكشف عورات المفسدين من أجل منفعة او أن امنح منصبا بل أكتب لأن أشد ما يمسك ببعضي فيؤلمني، ويقبض على أنفاسي التي تضطرب هو (أنني قد كنت أحلم بموريتانيا الرفاه والعدالة الاجتماعية نتمتع فيها جميعا بالأمن والأمان.)
فخامة رئيس الجمهورية
بنشاب : ما زالت الطبقة السياسية في البلد -الذي يعاني اضطرابًا اجتماعيًا وأخلاقيًا فوق ما يُعلَن عنه سياسيًا – مصرة على تجاهل هذه الحقيقة المؤلمة، متوارية خلف تجاذبات “سطحية” تفتقر إلى المعالجة الرصينة والبعد الاستشرافي المتبصر، ولا تلوح في الأفق من بوادر لأي تقارب بينها.
بنشاب : في زمنٍ تتكاثر فيه الوجوه وتغيبُ الهيبة، وتهرولُ الأقلام خلف الزيف وتغفل عن الحق، يبقى هو ذلك البدر الذي لا يحجبه غبار الزمن، ولا يطفئ ضوءه تراكم التقولات، كأن القدر قد اصطفاه ليكون صوتًا ناطقًا بوجع الأرض وهمس الشعب، وجدارًا من الكبرياء يحول دون السقوط في وحل التبعية.
بنشاب : الأوضاع الاقتصادية الصعبة الطاحنة التي سببتها سياسات حكومة الجمع والطرح التي لا وجود لها، والمتمثلة في وزير أول كل اهتمامه جمع 800 مليار ضرائب علي المواطن المنهك وغياب اي دور دعوي من أئمة المساجد واي دور رقابي من الآباء ..
إلى معالي وزيرة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي،
تحية تقدير واحترام،
نتوجه إليكم بهذه الرسالة في لحظة دقيقة يمر بها التعليم في موريتانيا، تتطلب نقاشًا وطنيًا شفافًا، وإصلاحات عميقة تستند إلى الوقائع لا إلى الانطباعات. فمع كل موسم دراسي، تتجدد الأسئلة المؤرقة:
بنشاب : تتوالي بين فترة وأخرى أحاديث لضباط سامين شغلوا مراكز حساسة في فترة معينة لاكن السر الكامن وراء خرجات الضباط لم يكشف حتي الساعة ولم يتسائل احد عن الهدف من ذالك ربما بسبب تشوق الموريتانيين للإطلاع علي ما خفي عنهم وراء الكواليس وربما هو شغف رواد التواصل الاجتماعي بنشر كل شيء .
بنشاب : خرجنا للتوّ من موسم الحج، هذا الموسم الرباني الجليل، الذي تنكشف فيه مقاصد العبودية الخالصة لله وحده، وتتعالى فيه الأصوات بالتكبير والتهليل والتجرّد من الدنيا وأدرانها...
لكن ما أقبح أن يُجاور هذه الشعيرة العظيمة مظاهرُ دنيوية فاسدة تخدش معناها، وتطعن في جوهرها، وتفرغها من حقيقتها التعبدية!