الكيل بمكيال الحيف و تحريف الحقيقة...

جمعة, 16/12/2022 - 23:30

بنشاب : للذين قالوا وقولهم عطف على التعهد و الوهم والسراب، إن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز حكم البلد لعشر سنوات و ترك الحكم والشعب ينقصه الكثير، ولذلك يريدون مصادرة حقه في حمل كتاب يلخص إنجازاته، يريدونه متنكرا لجهوده كما تنكروا لأفضاله عليهم ! 

لاشك في أن ولد عبد العزيز ترك ثغرات كثيرة وارتكب أخطاء عديدة مثل كل بشري،  وهل يستطيع رجل واحد تشييد دولة من العدم في هذه الفترة؟ وهل ينتظر منه ذلك أصلا، وكيف ينتظر منه ذلك؟ 
من المعلوم أن عمل الأنظمة والحكومات لبناء الدول تراكمي، وأن كل جيل مطالب بحمل المشعل ومواصلة العمل الذي بُدئ قبله، ولننطلق من حيث توقف ولد عبد العزيز: حيث شيد المطارات، و جهز القوات المسلحة، وخطط الأحياء الشعبية، وعبد  آلاف الكيلومترات من الطرق، لفك العزلة عن المدن والقرى، و مد  أعظم شبكات الماء والكهرباء منذ تأسيس الدولة لأغلب مناطق الوطن، ضبط الحالة المدنية، وأمن نظام الوثايق الثبوتية، أسس المنظمات الأمنية والعسكرية، الاقليمية والدولية، طهر المنطقة من الحركات والتنظيمات الارهابية، أشرك الشباب والنساء، في صناعة القرار الوطني من خلال التعيين و المشورة و الإشراك الفعلي، أقام الأسواق والمباني الرسمية الشاهقة، اكتتب الأئمة وطبع المصاحف، بنى الجامعات، والمعاهد و المدارس، والمستشفيات التخصصية، وجهز ما وجد قبله منها، حارب الفساد، و سجن المفسدين، واسترد المليارات المنهوبة في عهده وقبله، فتح منابر حريات التعبير، ورخص للقنوات والإذاعات الحرة، أعان الفئات الهشة بالبرامج والقروض الميسرة، وزع القطع الأرضية، والإعانات المادية، على الموظفين والفقراء والضعفاء، و تضاعفت الرواتب في فترة حكمه، و نظم القمم لأول مرة على أرض الوطن، و ترأس الاتحادات القارية العظيمة، اتخذ القرارات السيادية والدبلوماسية التاريخية… ثم كرس الديموقراطية عبر الترخيص للمظاهرات والأحزاب السياسية، قبل أن يرفض خرق الدستور، ليسلم السلطة طواعية في حدث تاريخي فخم.

ولنكون منصفين، وحتى لا نتهم بتحريف الحقيقة، سنعترف بأن كل ذلك لا يمكن إنجازه في مأمورية واحدة، لكن ماذا حقق الرئيس الحالي خلال مأموريته الأولى، مقارنة بما حقق ولد عبد العزيز خلال أولى مأموريتيه؟ والكل يعرف أن مأمورية ولد عبد العزيز الأولى، كانت مأمورية إنجازات وعمل، بينما تراجع أداء نظامه في الثانية، ما يجعلنا أمام مقارنة عادلة و معقولة، لما تحقق خلالها و ما تحقق خلال المأمورية الحالية للرئيس ولد الغزواني!

ثم كيف تتهموننا بالتزلف، و قلب الحقائق، و تصادرون قناعاتنا، بما تجسد على أرض الواقع، بينما تسمون الإشادة بكتاب أمنيات وتعهدات، لم تر النور بعد إجماعا وطنيا، وتهدئة سياسية؟! 

هل يحق لكم الاحتفال و الاحتفاء ببرنامج الرئيس الحالي، القائم على تعهدات لم تنجز بعد، و التي تبررون العجز عن تنفيذها بسوء التسيير، و تسوقونها انطلاقا من اعتبارها أهدافا نبيلة لدى الرئيس، بينما تستكثرون علينا الإشادة بإنجازات الرئيس السابق، و تطالبوننا بالتنديد بما تم ارتكابه من أخطاء وظلم في فترة حكمه، والتغاضي كما تتغاضون عن ما يرتكبه هذا النظام من فساد وظلم و سوء تسيير وعجز عن الإنجاز! 
كيف تكيلون بمكيال  الحيف، عندما تحاولون إرغامنا على الإشادة بحصيلة صفرية لمجرد اعتباركم  لها هدفا نبيلا تعهد الرئيس بتحقيقه و لم يستطع بسبب سوء تسيير معاونيه، بينما تعملون على شيطنة حصيلة حافلة بالإنجاز،  وتسويق التلفيقات غير المدعومة بأدلة،  والتي مفادها أن غرض الرئيس السابق من إنجازاته للوطن هو النهب و الحصول على عمولات!! 

أهكذا تُعرفون الإنصاف و تمارسون الوطنية والسياسة في عصر الديموقراطية والحريات؟!

#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر 

#ملتزمون_من_أجل_موريتانيا_موحدة

#لأكلهم_الخجل_لو_كانوا_يخجلون