
بنشاب : الحديث عن تمييز إيجابي غير مسبوق حظي به الرئيس السابق المستهدف و المريض، و عن مكانة متوهمة تليق بحاضنته الاجتماعية ، اوجب التنبيه أن الصورة التي رسموها للواقع بعيدة كل البعد عنه ، فحينما تم الحديث عن مآلات الرؤساء اللذين سجنهم من قام بالانقلاب عليهم يوم كانت قصور الوطن ليست ببعيدة عن حال سجونه، كان سهلا أن يوضع سجن القائد المريض في خانة الفنادق من خمسة نجوم مع أن السجن مهما كان وضعه لا يعدو كونه وسيلة عقاب مؤلم و موحش ، فأي مكان لا تخترقه خيوط شمس الكون الفسيح هو مجرد وسيلة عقاب يزيدها إفرادها ألما و وحشة و امعانا في الاستهداف و الانتقام.
كل الرؤساء اللذين سجنهم من اطاحوا بهم لا احد منهم أهين و جرجر هو و أفراد أسرته وصغاره احياء و امواتا و تم التشهير بهم و صودرت ممتلكاتهم و حرموا من حقوق التملك و الكسب و نفي بعضهم و مورس على من بقي منهم انواع الترويع و التخويف و الاذلال رغم أنهم يعتبرون رئيس الجمهورية بمثابة عم لم يلده جد و لا جدة.
و قد وجب التنبيه ايضا الى أن جناح الفندق ذو الخمسة نجوم حينما كان في سلسلة مدرسة الشرطة المتميزة و لا يحظى مقيمه باستنشاق الهواء الطلق ، هو وكر المكيدة.
غير أن أهم ما تغافل عنه كل اللذين يرون في سجن القائد المريض امتياز و معاملة لم يحظ بها غيره يكمن في أن الرئيس السجين تم الانقلاب عليه وهو خارج السلطة بل و لربما خارج المشهد ولكم أن تميزوا بين انقلاب ضد رئيس يمارس سلطته و رئيس سابق يمارس حقه كأي مواطن .
أما حاضنته الاجتماعية فيكفيها ما تتعرض له من السب و الشتم و القدح و الذم على المنابر و داخل مجموعات التواصل و خلال المؤتمرات الصحفية و قد جردت من حقائب الوزارات و السفارات و الادارات المالية و الادارية و السياسية و رجال اعمالها بين مطرقة الابتزاز و سندان الانتماء ، علما أن القائد المستهدف لم يكن يوما رجل قبيلة و لا جهة بل سمت به روح الانتماء إلى الوطن و أوضاع الشعب عن كل الاشكال آلتي تعيق تأسيس و دعم قيام جمهورية تظل كل الموريتانيين و تتيح لهم امل التمتع بشعارها : شرف ــ إخاء ــ عدل .
انصاف القائد المغدور المستهدف من حب الوطن وشيم الفضلاء .