لم أر الوادي حين كان يهيج فيحمل في طريقه الحرث والنسل، ولا أستغربه كذلك ففي أرضنا القاسية تعطش البطاح أشهرًا وأعوامًا حتى تكاد تيأس من رحمة السمّاء فتنهمر عليها المزن كأنها تعتذر عمّا فات، أو تنتحب عمّا هو آت.. فتجري الجداول وتمتلئ الغدران وتغتسل الكروم وتصحو الضفادع..