شعرت في حياتي بالذل والهوان في وطني مرتين: المرة الأولى كانت في بداية الثمانينيات لما مات تحت التعذيب شابان مناضلان من الحركة الوطنية الناصرية، أحدهما وحيد أمه العجوز من أطار، والثاني زوج سعيد لفتاة جميلة وأب لابنتين في عمر الزهور!
بنشاب : خطت المحكمة خطوات حثيثة نحو تسييس العدالة وكشفت عن تحيزها لرغبات النظام وبيادقه وكتائبهم من زمر النفاق والتملق، ففي خطوة خارجة عن القانون والدستور، وفي صورة يتجلى فيها التلاعب البين بمقتضيات الدفع والمرافعة، أغمضت المحكمة عينيها واستفت - على مضض وبمرارة - تجاوز المادة 93، وانتزعت الحصانات التي يوفرها الدستور، وصولا إلى مآرب النظام، وكشفا للحق
بنشاب : إنما تشهده بلادنا في الآونة الأخيرة من تصاعد غير مسبوق في حمى ما أصبح يعرف بالمبادرات السياسية ، وتكوين التنظيمات والكتل والهيئات الداعمة والموالية والمناصرة ،خروج فاضح على كل النظم والتشريعات والأعراف المتبعة في شبه الديمقراطيات المزعومة، في أكثر بلدان العالم الثالث تخلفا .
وقفت للتدريس بفائق الاجتهاد والتفاني في رحلة دامت ثلاثة عقود ونصف، وشهدت ذلك التحول والتراجع في ميدان التهذيب، سواء في تراجع المستوى العلمي، أو في انهيار القيم والأخلاق، أو حتى في أداء الطواقم التربوية والإدارية.
وكنت رأيت بوادر ذلك تلوح متسارعة، يوم أدركت أن تغيرا جذريا في السلوك العام، أضحى يفرض نفسه على المشهد في كل أبعاده.