بنشاب : ومن الذين ننزلهم منازل الأخوة و الصداقة، من رضعوا الضغينة فاستقرت على عظامهم، طبقة خبث متحركة، تطفو بسرعة كما تغزو الألوان في لمح البصر جلد الحرباء..
يمضون أيامهم وهم يرقبوننا بينما ننسج نحن _السذج_ خيوط الامتنان على جوانبهم الحادة، نحاول تدبيبها بتراكم المودة و التقدير..
نحسبهم بكل غباء ممن تثلب شره قرابين الخير، لكن في لحظات ضعفنا و انتصارنا _على حد سواء _ تفلت من هؤلاء مخالب حقدهم فيضربون بأذيتهم ظهورنا و وجوهنا، كأن لم يدعوا صداقتنا يوما و لم يتقمصوا أخوتنا!
إن من أغرب الارهاصات التي تنتاب العلاقات الاجتماعية، ما يظهر من أعراض مفاجئة لغل دفين على أشخاص لم يصدر منك تجاههم على طول حياتك إلا كل خير، و بعضهم لم تجمعك به سوى لحظات غمرته خلالها بأعلى درجات التبجيل و التقدير، ولم تذكره بعدها إلا بالجميل..
عجبا لمثل تلك الأنفس التي يفضح فحيحها المفاجئ تفاصيلها المظلمة!