فحيح الأنفس المظلمة....

أربعاء, 14/09/2022 - 10:59

بنشاب : ومن الذين ننزلهم منازل الأخوة  و الصداقة، من رضعوا الضغينة فاستقرت على عظامهم، طبقة خبث متحركة، تطفو بسرعة كما تغزو الألوان في لمح البصر جلد الحرباء..

يمضون أيامهم وهم يرقبوننا بينما ننسج نحن _السذج_ خيوط الامتنان على جوانبهم الحادة، نحاول تدبيبها بتراكم المودة و التقدير..

نحسبهم بكل غباء ممن تثلب شره قرابين الخير، لكن في لحظات ضعفنا و انتصارنا _على حد سواء _ تفلت من هؤلاء مخالب حقدهم فيضربون بأذيتهم ظهورنا و وجوهنا، كأن لم يدعوا صداقتنا  يوما و لم يتقمصوا أخوتنا! 

إن من أغرب الارهاصات التي تنتاب العلاقات الاجتماعية، ما يظهر من أعراض مفاجئة لغل دفين على أشخاص لم يصدر منك تجاههم على طول حياتك إلا كل خير، و بعضهم لم تجمعك به سوى لحظات غمرته خلالها بأعلى درجات التبجيل و التقدير، ولم تذكره بعدها إلا بالجميل.. 

عجبا لمثل تلك الأنفس التي يفضح فحيحها المفاجئ تفاصيلها المظلمة!