نحن وديمقراطيتنا. ............ا

أربعاء, 30/11/2022 - 07:05

بنشاب : سيِّدة مَرحة من هذا المجتمع، لها ابنة جميلة بمقاييس الجمال، تزوَّجت من رجُلٍ من سادة قومِه، من فئة الرّجل بكامله، لكنه بمنأى عن الوسامة.
كلما رأتهما معًا، تحسَّرت الوالدة الظريفة على حظِّ ابنتها في قِسْمتها، وتنهَّدت قائلة:«يَمْنيتي ألاَّ حاكمْ لكْ مولان راجل زين إفْ لاخره، إلينْ انْقصبْ جمالك في الدِّنيا».
فترد ابنتها بأريحية باسمة:« يوالدتي ألاَّ اتْأمْليهْ حتَّ، أراهولك عينيه ماهُم شيْنات، وظحكتو مقبوله، ووجهو نوراني...»
فتقول الأم: « يَمنتي العلَّه عن ذَا إلِّي اذْكرتي ظرك مُوزَّعْ، امنينْ اجتمع فِ ابلد، عدلو مولان إدگ في العين ولا حصلتْ منُّو ذَاتْ».

قيَّاسًا..

نمتلك ديمقراطية إجرائية، أو لنُسمِّيها ديمقراطية تقنية، إنْ تأمَّلنا قِطع لُعبتها، تكون ديمقراطية تمثيلية مقبولة، فيها ناخِب ومُنتَخَب، وبطاقات  وحملات طريفة الصَّخَب، وضمائر ابيومترية، وأصوات سرّية.. وبَعد مَخاضها ستلد بلديات وجِهات، وتفقس عن برلمان جميل من العَطالة المُترفة، متنوع تَنوّعنا، به "لويا جيركا" قبلية من وجهاء النُّواب والأحزاب، نُثرت عليها توابل من القوميين واليساريين والشرائحيين والعرقيين، والمُتخيَّل من الشّعبويين ومن كل اليِّينَ، لزوم التسخين،.. فوقهم رشَّة سبع بَهارات من الإخوان والأخوات، لُزوم طَپْلاتْ..
 ولكن!، حين اجتمعت ألوان هذه اللوحة الجميلة عادت إدگ في العين كزوج السيدة الجميلة ولا حصلت منها (....).
 
لم أعرف يومًا كم من مُترشِّحٍ في دائرتي، لا أعرف أسماءهم، ولا أحزابهم ولا أميِّز ملامحهم، لم أسمع عن برامجهم.. لكن الأغرب أنِّي لا أعرف من كان شيخي في السنوات السابقة ولا من كان نائبي في السنوات اللاحقة، أعرف بالكاد تقاسيم وجه عُمدتي من التلفزيون، أعرفه في الاستقبالات وافتتاح الورشات واختتام الملتقيات، هُم في عالم غير عالمي،.. لا يجمعني وإياهم إلاَّ يوم الزِّينة من كل موسم انتخابي.

أمَّا في عالمنا الكبير الذي لم يَعد ثالثًا، لأنه ببساطة أصبح خارج التَّصنيف لتعاسته، فنستقبل الديمقراطية كحلم وسيط بينا والأمل، ثم ننفق العمر نطاردها كوهم مُمِل، لأننا نُعايرها بَلاهَةً بمعيار ديمقراطيات عتيدة أخرى، ثم نكتشف أنَّنا حاكِمْنَّ مولان ديمقراطية افْ لاخره.

تحياتي.