على مسافة ايام قليلة تفصلنا عن الذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني ووسط فوضى عارمة لاركان نظام الاستنزاف وهم يفتشون بين الانقاض عما يحفظون به ماء وجوههم تحت ضغط المشاكل البنيوية والفضائح التي تزكم الأنوف، استوقفني مقطع مسجل لوزير التعليم وهو يكيل سيلا من الوعيد والإهانات المبطنة لمعلمين، فهمت من سياق كلامه أن حوله من يدعون عليهم عدم التزامهم بتعليمات التجرد من هواتفهم الشخصية.
هذا الوزير المغرور، اعني سمسار صفقة قماش المدرسة اللا جمهورية والتى كلفت خزينة الدولة الأربعين مليارا، صفقة لو تم التحقيق فيها من طرف قضاء عادل لكفت نوعية القماش وتركبته لادانته والحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
جعجعة الوزير المذكور لا تعدو كونها محاولة يائسة للتغطية على ما وصل اليه التعليم من وضع مزرى بسبب التطاول على المعلمين وقمطهم حقوقهم المادية والمعنوية ومع هذا وبكل وقاحة لا يزال ينتظرمنهم تربية الاجيال وبناء المجتمعات. هذا ويواصل صنوه في قطاع الصحة الضحك على الذقون من خلال تنظيم رحلات عبثية في ارياف الحوض الغربي تذرعا بمهزلة المستشفى المتنقل ، اسم بغير مسمى ، في الوقت الذي يتظاهر فيه أطباء المستشفيات من أجل سد النقص الحاد في الأجهزة وصيانة ما تم هدره في ظل غياب تام لرسم استراتيجية صحية واضحة المعالم والسهر على تنفيذها بعيدا عن العنتريات واللعب بعقول المواطنين وارواحهم .
الصحة و التعليم دعامتان اساسيتان وضمان لبقاء الأمم وتطورها ولكن بشروط لا تزال مفقودة في نظام يتقن نسف الميزانيات مقابل بيع الكلام تحت يافطة العناوين الفارغة ولكن
لاغرابة ، فالدولة يحكمها نظام مبتور الرأس يعيش رئيسه خارج أسوار قصر أمسى تحت انتداب مزدوج بين عصابات الدولة العميقة والشركات الأجنبية و يقتصر دوره عل حضور باهت في المحافل الدولية ولعل مشاركته الأخيرة في قمة المناخ على رأس وفد من شركة ابريش بتروليوم (BP) لدليل ساطع على ما وصل إليه من العزلة والتهميش حتى اصبح مدعاة للتندر من طرف صحافة الـ BBC، اذ لم يبق له موطئ قدم يوقع فيه ابروتكول تفاهم سوى قمة المناخ على لسان الصحفي؟!.
إن ادراج لائحة من علية كوادر شركة BP في مقدمة الوفد الرسمي الموريتاني المشارك في القمة، لَهُو تعدٍّ سافر على سمعة الدولة واختطاف ابروتوكلي لسيادتها، بل هو اجتياح وتغلغل في مراكز القرار قد يصل الى حد الإهانة بالنسبة لنا كموريتانيين ثم ان التركيز في خطابات الرجل على ترويج الهيدروجين الأخضر أو الوهم الأخضر إن صح التعبير، يدخل في إطار استراتيجية لفت انظار الموريتانيين عما يحاك من دسائس في ملف الغاز الموريتاني والالتفاف عليه من طرف هذه العصابات التي باتت تسرح وتمرح في باحة القصر دون رقيب في حين ذهب إخوتنا السينغاليون بعيدا والتحقوا بركب الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي بكل جدارة وشفافية رغم محدودية احتياطاتهم مقابل ما نملك من مقدرات، ومع كل ذلك لا تستحي هذه النخب الفاشلة من التمترس خلف ملف فارغ ومكشوف ينسب زورا إلى الرئس الرمز لم يتردد العميد اشدو وفريقه في الاعلان عن موته سريريا، في الوقت الذي يواصل فيه هذا القائد البطل حصد مزيد من القبول وزيادة الشعبية والتألق السياسي على الساحتين الوطنية والدولية، فليموتوا بغيظهم، وعمَّا قريب سيكون الخلاص بإذن الله .