ولدت القضية الفلسطينية على هذه الأرض قبل ميلادها بارض الميعاد فاحتضنها الرعيل الأول حيث ارضعتها أمهاتنا المؤمنات لبن العز والكرامة ودثرنها حبا وحنانا وتعهدها شيوخنا بالدعاء والتدليل فشبت وترعرعت جميلة في عيون كل الموريتانيين باختلاف الوانهم واجناسهم وأعمارهم يفرشو ن لها قولبهم ينثرون عليها نفائس جيوبهم وقد تصدرت مجالس علمهم وادبهم وفنهم ومواطن فروسيتهم وظلت فتاة أحلام شبابهم من زمور شمالا إلى الضفة جنوبا ومن المحيط غربا إلى ظهر ولاة شرقا فكانت عشيقة الجميع و أيقونة موريتانيا البكر
وقد خلف من بعدهم جيل أضاع القضية واتبع النزوات
ذات ليلة مظلمة مشؤومة (اربعه كحله) غزانا جيش جرار حسبناه جيش عمر المختار بجنود تارة من التتار وتارة من الفراعنة الأبرار بعقيدة سياسية من نار على دين مسيلمة النكار ونهق في الجو حمار ولما انقشع الغبار كانت سليلة المشرق وعروسة المحيط قد أصبحت سبية عندهم يجول بها النخاسون شرقا وغربا يبيعونها كل يوم مرتين تارة بوجهين مختلفين و يبعثون بها في المدائن حاشرين فهي ذخرهم يقضون بها كل دين وهي هديهم لثاني القبلتين، فامست زاد كل المتآمرين.
ان يتامر هؤلاء بالباطل على الرئس الرمز الذى دك حصون سفارة العدو الصهيوني وطهر منها أرض موريتانيا الحبيبة في وقت كانت كل هذه النخب السياسية قد اصطفت إلى جانبها سرا أو علانية بل ومن طلائعها من شارك بحقائب وزارية في حكوماتنا المطبعة ،ان يتامروا عليه اليوم بالباطل، يتهمونه زورا و ينتهكون حصانته الدستورية وأن تصل بهم الوقاحة إلى تقييد حريته وهدم منزله في العشر الأواخر من رمضان تنفيذا لمخططات أسيادهم ثم يخرجون في مسيرات كرنفالية بمشاعر مزيفة ويتبرعون بأموال نجسة قد اكتنف جمعها عهر سياسي مشهود، فإن من واجبنا أن نصيح في وجوههم .. مهلا لقد ارتقيتم مرتقا صعبا يا رعاة الوهم، لا يأكل الغَزَّاويُّون السحت ولا يقبلون النفاق.