بين أن تشكك في أجهزة السلطة و انتقادها فرق شاسع؛ البعض يتهم دائما الأجهزة بأنها وراء كل مصيبة، و هذه الإتهامات كثيرا ما تثير في نفسي الفضول للبحث عن دوافعها
هل هي بسبب اليأس أم بسبب انعدام الثقة بين المواطن و السلطة ؟
في بعض الأحيان، تبدو لي هذه الإتهامات منطقية خاصة عندما تتعلق بإهمال أو تراخي المسؤول في القيام بمهمته بإخلاص، مثلا ارتفاع حوادث الطرق أو زيادة مستوى الفقر و البطالة في المجتمع.. إلخ...
لكن في بعض الحالات الأخرى أجدها مضحكة و مثيرة للجدل
ذات مرة كنت ضحية عملية سرقة (سُرقت على صمصونيت) و تفاجأت في صباح اليوم التالي، أن ثلاثة من جيراني من بينهم ضابط في الجيش، فقدوا في نفس الليلة جوالاتهم، فاقترحت على أحدهم أن نذهب إلى مخفر الشرطة للإبلاغ عن مسروقاتنا، فرد على جاري قائلا: يا أخي فوض أمرك إلى الله \\ ألا تعلم أن اللصوص من الشرطة ؟
و في الحقيقة ضحكت كثيرا من استنتاجه رغم أنني خلته ممازحا، لكنه أكد لي أن هذه قناعته التي توصل إليها // لم أشأ أن أناقشه لأنني لا أعرف كيف يتحول رجل الشرطة من حارس مسؤول عن أمن الشعب إلى سارق ؟1!
تذكرت المقولة التي تقول (حاميها حراميها) لكنها لم تثنيني هي الأخرى ولا كلام الأخ عن الذهاب إلى الشرطة لتسجيل البلاغ.
بعد أيام اتصل بي صديق و زميل عزيز علي و أخبرني أن الشرطة اتصلت به لإبلاغي بأنها استعادت (الصمصونيت) و علمت عندما وصلت إلى المخفر، أنهم اتصلوا بزميلي لأنهم وجدوا بطاقتي المهنية التي تحمل عنوان المؤسسة الإعلامية التي عملت بها سابقا، لكن ما فاجأني حقا و أضحكني بعد ذلك، أنني عندما بدأت فحص المحتويات المتبقية في الصمصونيت، وجدت ورقة تشبه (بيان انقلاب) مما زاد من إعجابي بنظرية جاري الطيب، الذي لا يتورع في اتهام أجهزة الدولة في كل مصائبنا سواء كانوا فعلا السبب وراء ذلك أو لمجرد أنه موقف لإلقاء المسؤولية عليهم للقطيعة المستمرة بين هذه الأجهزة و الشعب و هو موقف يعكس مدى سخط المواطن من الدولة، مما يعيق ترسيخ مفاهيم المواطنة و الإنتماء التي نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى.
من صفحة المدون / سيداحمد ولد ابنيجاره / الفيسبوك