
بنشاب : في الوقت الذي كان يُفترض فيه أن يتصدر ممثلو حزب الإنصاف واجهة التغطية الإعلامية لزيارة الرئيس الموريتاني إلى واشنطن، ويكونوا صوت الحزب في ساحة الإعلام والتواصل، ساد صمتٌ غريب لا يُفسَّر إلا بعد أن كُشف المستور: لا أحد منهم تحدث، ولا منصة موريتانية في المهجر سمعته، ولا موقف واحد ظهر إلا بعد أن جاء التهديد الصريح من نواكشوط: “من لا يظهر… لا راتب له!”
1. غياب الصوت… حتى يأتي الراتب
يمثّل الحزب السلطة في موريتانيا، ويمثّله في الولايات المتحدة أفراد يفترض أنهم لسانه الرسمي وسط الجالية. لكن لم يُسجَّل أي تدخل لهم في أي منابر أمريكية أو منصات موريتانية ناطقة من المهجر، مثل منصة “صالون انواكشوط” أو غيرها، احترامًا لأصحابها لن نذكرها. الصمت كان عميقًا، حتى بدا أن كل ما يهمّ هؤلاء هو البقاء في قوائم الرواتب، لا إيصال صوت أو تبني موقف.
2. امتيازات دون مسؤولية
الواضح من تصرّفات ممثلي الحزب في أمريكا أن الهدف من المنصب هو التمتع بالامتيازات، لا القيام بالدور. لا تواصل مع الجالية، لا لقاءات مفتوحة، لا تفاعل مع أحداث وطنية كبرى، ولا حضور على منصات التواصل التي أصبحت ساحة المعركة السياسية الأهم في هذا الزمن.
3. من يمثل من؟
حين يغيب ممثلو الحزب عن النقاش العام، ويظهرون فقط تحت التهديد، فإن السؤال الجوهري يصبح: هل يمثلون الحزب فعلًا؟ أم أنهم مجرّد “موظفين سياسيين” يمضون الوقت في الراحة والامتياز، ويُخرجون صوتهم فقط حين يُهدَّد مصدر دخلهم؟
4. الأخطاء البنيوية
أكبر خطأ ارتكبه الحزب هو الاعتماد على الولاء أكثر من الكفاءة. تم اختيار بعض ممثليه في الخارج وفق معايير لا علاقة لها بقدرتهم على الإقناع أو تمثيل المشروع السياسي، فكانت النتيجة فراغًا صوتيًا، وفقدانًا للهيبة، واحتقارًا ضمنيًا للجالية وكأنها لا تستحق تمثيلًا سياسيًا حقيقيًا.
إلى أين يتجه حزب الإنصاف في المهجر؟
إذا أراد الحزب استعادة مصداقيته خارج الوطن، فعليه:
1. اختيار ممثلين أكفاء يجيدون اللغة، ويتقنون التعامل مع الإعلام.
2. ربط المهام بالأداء، لا بالولاء فقط.
3. فتح قنوات حقيقية مع الجالية عبر اللقاءات والتفاعل المباشر.
4. تبني قضايا الجالية والدفاع عنها، بدل الاكتفاء بالجلوس في الظل.
خلاصة
الحزب الذي يرفع شعار “العدالة” و”الإنصاف”، قدّم في أمريكا صورة غير منصفة لنفسه: غائبون عن الرأي العام، حاضرون فقط في كشوف الرواتب، ينتظرون التعليمات ولا يبادرون. هذه ليست صورة حزب حاكم في دولة تعيش تحديات كبيرة… بل صورة مأساوية لنُسَخ من الموظفين، لا السياسيين.
إذا لم تتغير العقليات، فستُصبح كلمة “الإنصاف” مجرّد ديكور لغوي لا علاقة له بالواقع.
صالون انواكشوط