لغة الألغاز

جمعة, 09/05/2025 - 23:03

بنشاب : دأب نظامنا أن تكون له لغة أمامية، تفسر الأفعال الخلفية المعبرة عن الحقيقة، ولذلك لا يجهدني التفكير في خلفيات اللغة الأمامية، لأنها بكل بساطة، لا تنتظر جديدا يفعل، ولا مكتسبا يضاف، بقدرما هي محاولة إمعان في إهانة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومحاولة تصفيته نهائيا، أو جعله في المكان المحايد والمعزولة على الأقل.
هناك حادثتان، تتزامنان مع صدور الحكم - الصادر أصلا - يوم 14 مايو.
الأولى: مكافحة الهلوسة، والثانية: تدشين جسر مدريد منتصف الشهر.
فثورة التحري وتفكيك شبكة الممنوعات، أراها تستبطن قدرا كبيرا من عدم الوضوح، ولكي تزداد تعقيدا، أضيفت لها تزوير العملات، وهذا كله مدان ولكن بتحفظ وبدرجة كبيرة من اليقظة، فشبكة الهلوسة، اهتمت بتأصيل الأفراد ونسبتهم بمساكنهم، إضرارا بالنسيج الاجتماعي، فما بال أنعامها وبالغربان ولماذا بالضبط التركيز على الطابع السياسي للمشتبه فيهم؟
ثم إن ما تمت إشاعته من من ممنوعات تستوجب تفكيك شبكة بهذا الحجم والحضور النوعي كما وكيفا لا يتناسب والمعلن عنه، فهذه الحبوب في أغلبها كانت موجودة في الصيدليات، ولئن تم منع استعمالها، فقد وجدت وكتبها الأطباء وتداولتها الصيدليات، وهذا يجعلها على الأقل خارج حيّز المخدرات، مهما طرزت ونمقت بالحكايات السردية.
لا أعتقد أن لغة الحيل والمراوغات تبني الأوطان ولا تحقق التنمية والتقدم، ولا أن الإجهاز على فرد أعزل قدم ما يستطيع لوطنه، وسلم السلطة في تناوب سلمي أشاد به الخارج قبل الداخل وكان نموذجا يحتذى به في الديمقراطية والتناوب المدني، يقابل في النهاية بانقلاب ناعم، لايقل تدميرا عن انقلاب دموي