أيُعقَلُ أن نكون عبرنا المَهامِهَ والبراري وتَسلَّقْنا شامخاتِ الجبال كي نحصد في نهاية المطاف أحلاما موؤودة وذاكرة مفقودة ؟
أيمكن أن يكون الأفق القاتم الذي كان في الأمس القريب مشعا متلألئا قد خَفَت َ ضياؤُه وهوى إلى الأسفل ؟
أفَيَتَأتَّى أن يُسلِّم النقاء الصافي نفسه يوما دون قتال للأيدي القذرة وأن تطمح الخُرْدة الصدِئة أن تُلمِّع الإبْريزَ الخالص ؟
أيةُ رزيةٍ حلَّت بنا وأية خطيئة إقترفنا كي تتربص بنا على الدوام إنحداراتنا وإندثار الأشياء وإنتظاراتنا ؟
أوَ تكون السبل إنقطعت بنا وطُويت ملاحمنا ؟
وكم من طريق وعْر مملوء بالأشواك إعترض سيرورتنا العتيدة ؟
ولأن السير يرسم معالم المسار إبتدعنا ممرات سالكات على طول وعرض الطريق ..
وكم سطرت أقدامنا من آثار على الدروب .. فعلى مر السنين تماهينا بأحلامنامع الثريا أو يزيد! و أوَ لمْ تحيي موسيقى الكلمات الأمل البطولي في قلوبنا ؟
لكن أيضا. أولم يغدُ اليوم ذاك الأمل طريح الأديم مُمْتَهَناً مُهانًا أمام ناظرينا يذرف الدموع بين خطانا المختلطات ؟ أفنترك نفَسه
يخبو في قلوبنا والإرتكاس بنا القهقرى إلى سبلنا الفائتات .. أم أننا غدونا في عصر المَعاتِيه الأدعياء الذين يريدون بغرائزهم الدنيئات إمحاء كل أثر للسمو ؟ إنهم في ذلك يلجؤون إلى أرذل الصنائع والعبارات اللئيمة ، كملاذ أخير !
وإني أتساءل ههنا : من أجل أية مقاصد مخزية يراد إنزال العظمة إلى مهاوي الحضيض ؟
وأية نفْس شريرة تريد منا أن نُرَكِّع الوطنيين الأشاوس الذين شَبُّوا و شَابُوا في ظل السيوف ؟
لقد بلغ السيل الزُّبَى وطفح الكيل.. فكفانا تسامحا وتساميا! فلْنُفْرِغ كل الأسى الذي في نفوسنا فقد آنَ أن ْ يبكي ويَنْصَبَ حدَّ الإرهاق وينتهي …!
آن لنا أن نرفع الرؤوس عاليا والأفق منفرج أمامنا !
ولنشجب الخطب الماكرات والوعود الكاذبات التي أصَمَّتْ آذاننا .. ولنقطع دابر كيدالأفَّاقين بأصواتنا المنثورة على طول طريق مجد وبقاء الوطن ! ولنشدو بصوت عال : سبل الكرامة خلقت لتدوم والويل والثبور لمن لقطعها يروم !!…….
النانة منت شيخنا ولد محمد لغظف و ترجمه إلى اللغة العربية الأستاذ أبراهيم ول عبد الله.