بنشاب : في بيان صامت و خجول، نشره موقع الإخبار إنفو صباح 28 نوفمبر، حاول فيه لفيف الدفاع المزعوم الرد على الكلمة التي تفضل بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز في كلمته الأخيرة أمام المحكمة.
ومعلوم من يتكلم من اللفيف ويترنح ومن هو في صمت وهدوء، معبرا عن حالة اليأس والإحباط وعدم الاقتناع بمسار الملف لولا الإكراهات السياسية والمادية وربما الاجتماعية.
بادر اللفيف ببيانه في محاولة سبق إخباري لمجاراة لفيف المدونين اللاهثين خلف الملف وفق خطة النيابة الإعلامية التي تم الكشف عنها أثناء المرافعات، وقد تم التستر عليها ردحا من الزمن.
لم أجد في بيان اللفيف المزعوم ما يستحق الرد، غير أني أتفهم ما أثار حفيظتهم وألزمهم بتسجيل الحضور من باب الاستهلاك الإعلامي، وهذا واضح من لغة الجسد التي تكلموها أثناء سماعهم لكلمة الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
مما جاء في البيان: "في مسعى منه لخلط الأوراق، زعم أن غزواني أهداه ما يعادل 4 مليارات ما بين الأورو والدولار، و50 سيارة رباعية الدفع (هيليكس)، ذاكرا أنه استصحب في سفره هذه المبالغ في تجاوز واضح منه لقانون مراقبة"
ما كنت أتصور صدور مثل هذا الكلام من ديناصورات قانون، أفنوا أعمارهم في المحاماة والقضاء، لما فيه من كذب وتدليس وتلاعب بالمفردات ، إلا أن يكون موجها للغائبين الجاهلين بمفردات القانون ودقتها، وهذا يستبيحه من يعزف على وتيرة الاستهلاك الإعلامي وتصدير المغالطات لتغدو حقائق لمن تصادف هوى في نفسه.
١- حتى لا تختلط الأوراق ويتشابه البقر عليكم، اربعوا وامكثوا على جزيمتكم الأولى: من أين لك هذا؟ ... هذا من غزواني، فاسألوه إن كنتم عن الحقيقة تبحثون، واسألوا الوزير الذي جاء بالسيارات، فهوية الأشخاص معروفة ومعلومة والرئيس محمد ولد عبد العزيز لا يكذب وأنتم تدركون ذلك جيدا كما يدركه غيركم، فلا مجال "لزعم"
٢- ماذا تقصدون بما يقارب 4 مليرات؟ أمن الأوقية أم من العملة الصعبة؟ وإن كانت من الأوقية: أجديدة أم قديمة؟ ... لغة القانون واضحة ولا تحتاج اللف والدوران،
٣- جلبه لهذه الأموال إلى الخارج، ليست مما سمعنا، إلا أن. تكونوا قصدتم بطاقة الاعتماد المصرفي، وهذه يمتلكها أفقر الطلاب في الخارج، فليست دليلا ولا حتى قرينة، فهذه زيادة كاذبة ومردودة، ربما أدرجتموها لتسويغ فكرة الطائرات المحملة بصناديق الذهب والفضة التي كانت ديدن كلامكم على غرار قصص ألف ليلة وليلة.
٤- تجاوزه الذي استنتجتم لقانون مراقبة الصرف، هذا لم يقل به وإنما ذكره "سميُّ" الذي جئتم به شاهدا، ولم تعترضوا وقتها في تجاوزه لقانون المراقبة ولم تظهروا فيه جوانب التجريم.
٥- ما ذكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز واضح ودقيق، التصريح بالممتلكات كان في شهر يوليو وما جاء به غزواني كان في شهر أغشت وليس ملزما أصلا بالتصريح بنص القانون، فالفرق واضح بين " يصرح" و"يلزم بالتصريح".
٦- لم نسمع من الرئيس أي تصريح بمزاولة التجارة أو ملكية عيادة، فهذا كذب مطبق وتدليس لتشويه الحقائق، تماما كتبييض الأموال وإخفاء العائدات، فالأموال ليست متسخة حتى يمارس عليها الغسيل: هي من غزواني وكفى، ولتتسخ بعد ذلك فلا تزر وازرة وزر أخرى، والإخفاء مردود عليه، فمن الغباوة أن تتهم مستهلك المخدرات بإخفائها، فعزيز لم يجحد ثروته على طريقة غيره، لأنه لا يخاف ولا يخفي مصدرها.
٧- الثناء على نفسه: لم أكن أنتظرها منكم وقد أمعنتم فيها أيما إمعان، إن كنتم تقصدون ذكر الانجازات، فهذه حقيقة وقرينة على حرب الفساد التي يدفع ثمنها، وتعلمون أن الانجاز والفساد ضدين وهذا بين وملحوظ، وتعلمون أن حرب الفساد بالفساد ضلالة وجهالة وخيانة مقننة، فهذا لا يعتبر ثناء على النفس بقدرما هو ذكر الحقيقة التي تحاولون إخفاءها.
٨- إفشاء سر الجيش: وهل من سر الجيش ذكر طائرات متهالكة في مقايضة بالسمك غير محدودة ردا على مقايضة تدعون تجريمها وعدم وجودها في تاريخ البلد؟ ... أم تريدون منه التستر على ضعف الجيش وقت مجيئه للسلطة وما أوصل إليه الجيش من تطور وجاهزية؟ ... أم تريدون منه أن يرافع ضد نفسه لإرضاء نزواتكم؟... ما لكم كيف تحكمون؟
٩- تحمل المسؤولية: نعم قال بأنه مسؤول عن كل شيء في العشرية ويتحمل ذلك وبأن الوزراء ينفذون أوامره، قالها فعلا وهذا سر نجاحه وانجازاته، أم تريدونه قطعة جامدة من ديكور المكتب أو البيت، لا يشعر إلا بالحاجة للأكل والشرب ليزاحم الحيوانات في رعوناتها ولا صلة له بما يجري؟
أحمد،و شاش