بسم الله الرحمن الرحيم:
(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلاتظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )
إذا أَقَمْتَ العدل يا غز واني في هذه القضية ووضعتَ النقاط على الحروف فهل تعيد الصوفي حيا إلى والدته إلى ابنائه الصغار إلى أخَواته إلى إخْوَته إلى زوجته إلى أصدقائه ، طبعا الجواب (لا) أمر مستحيل إذن الأمر صعب يا غزواني فتحمل المسؤليات في مثل هذه الحالات لابد لها من صناديد الرجال فقتل هذا الرجل الذي يتصف بصفات الرجولة لا بصفات الذكورية - رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه - على أيادي رجالكم الذين كونتموهم - رجال وزارة العدل - فارتكبوا أكبر جريمة ارتكبت على وجه الأرض في عصرنا الحديث فيا تُري من الذي أعطى الأوامر بتنفيذ هذا الفعل القبيح المشين ؟
سؤال مطروح على غزواني الذي تحمل مسؤلية رئاسة الجمهورية فيتحمل كافة مسؤلياتها ومن بينها الجرائم التي تُرتكب وخاصة من رجال الأمن فهذه فضيحة وجريمة نكراء قد تكون محاكة من قبل أعداء الأمة خارج الوطن - لأن الرجل يعمل لصالح الوطن لا لمصلحتهم - وقد تكون محاكة من قبل منافقي الشعب الموريتاني الذين ظهروا في الآونة الأخيرة فلابد من البعد في النظر وتحكيم العقل ومشاورة ألى النهى في التعامل مع هذه القضية التي تُعتبر الفيصل بين الحق والباطل فقد تعصف بهذا الشعب المسكين فسفينته متهالكة والامواج عاتية والأمة الموريتانية برهنت على موقفها من القضية بحضور هذا الكم الكبير من البشر الذي لم يسبق له مثيل على هذه الارض وفي هذا المسجد بالذات للصلاة على جنازة المغفور له بإذن الله فالكل حضر بإرادته وبدون تنسيق أومشاورة أحد فهذا الخلق كل واحد منه يشهد له بالخير فكأنهم تواصوا بهذا الامر علما بأنهم قبائل شتى يمثلون الشعب الموريتاني بأعرافه وأجناسه فكأنهم الكتلة التي كان يدعوا لها المرحوم فكان شعاره تيار اللحمة الوطنية فتحققت له أمنيته بعد قتله من قبل ثلة باغية ثلة الخزي والعار فهاهو الشعب الموريتاني يقف صفا واحدا متراصين للصلاة عليه وهذه العبارة كان يستخدمها رحمة الله عليه بأن الشعب الموريتاني كالجسد الواحد يقف جبا إلى جنب في صلاته الأبيض والأسود فهاهم الآن يصطفون ليصلوا عليه فيدعوا له جميعا بالرحمة والغفران نسأل الله له الفردوس الاعلا من الجنة ويلهم أهله الصبر والسلوان إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .