بنشاب : فضيلي ول الرايس اسم عرفه الجميع من خلال شاشات التلفزيون غبّ التعديلات الدستورية التي اصطدمت يومها برفض مجلس الشيوخ، ظهر الرجل حينها منافحا عن الرئيس السابق، مُسوّقا بلسان ذرب للمادة 38 من الدستور، كجسر لعبور قانوني نحو التعديلات الدستورية، فصال وجال في القانون، بيّن وفصّل وأباح وحرّم وأوّل وخصّص وعلّل، قبل أنْ ينتكس ذات لقاء مشهود مع لوغورمو .
توارى بعده عن الأنظار، ليظهر اسمه كمستضيف لأول اجتماع تعقده خلية المرجعية، التي سيؤول إليها فيما بعد التنظير لتسيير هذه البلاد المبتلاة بهؤلاء .
لم تُعطِ ذاكرة اليوتيوب كبير فرصة للخليل ول الطيب و المختار ول داهي لمواصلة الركض بطول نفس في مضمار شيطنة الرئيس السابق، كانت تصريحاتهما السابقة قاتلة لتلك اللاحقة، فما لبثا أن انكشفا مجرد مهرجيْن تستقبلهما الناس بالتصفير والاستهجان .
قررت بعدها خلية المرجعية الدفع بالقاضي فضيلي ول الرايس كعطّار يُراد له أنْ يُصلح ما أفسد الدهر !
في لقاء صحفي سابق مع موريتانيد، تحدث الرجل كثيرا وغالط أكثر، قال القاضي إن شهادة الرئيس غزواني في حق الرئيس السابق غداة تسليم السلطة شهادة لا يُعتد بها إلا في وقتها، لأن أمورًا كثيرة حدثت بعدها!
والشيء الأكيد أنّ الرئيس السابق لم يستلم مهامَ يُساءَلُ عنها بعد تسليم السلطة، فهل كان القاضي يعني أنّ الأمور التي حدثت بعد ذلك، أفعال قام بها الرئيس الحالي تنزع عنه أهلية الشهادة نفسها ؟!
والأخطر من ذلك أن الرجل وصف الرئيس السابق باللص والسارق، فأدانه حتى قبل أن يحاكم، وهو حكْمٌ ألقاهُ على عواهنه كذلك بحق رئيس حزب الرباط ذات لقاء على الهواء مشهود! وهو القاضي المبرز والمحامي العارف بالقانون !
اليوم يعود هذا العجوز شامتا متشفيا نافيا مرض الرئيس السابق وسوء ظروف محبسه، وساخرا من ما وصفه بـ"جبن الرجل وهواجسه الليلية وذله" وهو المدرك أكثر من غيره أن صلابة الرئيس السابق وشجاعته هي الصخرة التي تكسّرت عليها كل معاول نظام التعهدات، وسُحقت عليها محاولات ثني الرجل عن حقه الأصيل في ممارسة السياسة.
وكأني بالقائد يردد الليلة في محبسه على نهج سبط الرسول عليه الصلاة والسلام أبو عبد الله الحسين بن علي:
ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة، وهيهات له ذلك منّي، هيهات منا الذلة، أَبى الله ذلك لنا ولرسوله والمؤمنون، وحجور طهرت، وجدود طابت، وأُنوف حميّة، ونفوس أبيّة أن يؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام..
هيهات منا الذلة ..