بنشاب : يمكن خرق التحديات مهما تعاظمت، كما هو الشأن خلال معركة....الإستقلال.
إلا أن قهر الصعاب، عند وضع لبنة التأسيس، غالباً ما يبقى معه، بعض الموانع، المعيقة، لرافعة البناء والتطوير والتنمية، ويبدو أن المحور الجيو إجتماعاتي، علاوة على الجانب السوسيو ثقافي من حيث البنى المجتمعاتية ،جانباً آخر، نتج عنه مخاض عسير، للإنصهار أكثر في بوتقة المواطنة الشريفة، وقد ساعدت عوامل الحضارة، والإحتكاك بالآخر، والعولمة على الحد من الأغلال الإجتماعية، ولئن وجد ما يهدد التماسك الإجتماعي في ظل متغيرات جيو سياسية وإقتصادية واجتماعية وأمنية، وفي ظل بيئة ملتهبة مناطقياً ودولياتياًّ،فإن التصدعات المجتمعياتية لا يزيلها إلا الحكامة الرشيدة ،وهي وحدها الحافظة للكيان من كل الويلات، ومادامت الحكامة الرشيدة تفقد أحد أسسها، يبقى الخطر محدقاً،على البلد وساكنة البلد، قد يكون الفساد، وتوزيع الثروة، والمحاسبة والإخلاص أهم اللبنات للنهوض بالأوطان، بصرف النظر عن طبيعة أي نظام مهما كان...
أن تظل الأمور سائرة على وتيرة واحدة، مستحيل، حتى المناخ، تغير، وصار كل فصل، يحمل بعضاً من ملامح الفصل الآخر، وهنا لابد لنا ك...مجتمع أن ننظر إلى أخطائنا، والحديث موجه للنخبة الحاكمة، وأقله جدوائية على البلاد والعباد أن تحقيق الإكتفاء الذاتي والجسور وشبكات الصرف الصحي مسائل ينبغي أن تكون متجاوزة في الربع الأول من الألفية رغم مرور 62سنةعلى الإستقلال، ورغم كذلك تجاوز الميزانية عتبة ترليون أوقية...
إن أكبر تهديد للحمة الإجتماعية هو الفساد والغبن وأنى كان الفساد قل مؤشر الحكامة والسعادة وضعف الإستقلال عن الآخر في شتى المجالات خاصة في المجالات الصحية والغذائية والدفاعية وقد برهنت حادثة معبر الكركارات مدى تعلقنا بالقريب المغاربي، والبعيد الأوروبي رغم الإمكانيات الهائلة، لذا فإن عدم قهر المعوقات، والإنتصار على الثغرات المعيقة للمسار التنموياتي، أبقانا في دائرة ⭕ أفقر الفقراء في العالم الثالث، والمفارقة أن الثروات التي تسعد بها البلدان، والمقاربات التي تزدهر بها بلدان أخرى، لما نسلك مسلكاً،من مسالكها، ف...بقينا في دائرة ⭕ مغلقة عن مواكبة التقدم والرخاء ،فلا مقاربات دول الخليج سلكناها، ولا مقاربات دول النمور الآسيوية أخذنا منها النموذج ولا فلسفة الصين وتركيا ورواندا اقتبسنا منها النزر القليل، بل كانت أدبيات المبادرات القبلية والأحلاف الجهوياتية والكرنفالاتية هي المواد المسيطرة على العقليات السياسوية طيلة العقود المتوالية، فازدادت المديونية، وتفاقمت تراكمات التعثر، ومازال الفقر والجهل والمرض والعطش والظلام والمعاناة والبطالة والمحسوبية والفساد الإداري مواد تنتشر بتفجر حقول الذهب والحديد والنحاس والفوسفات ولكوارتز والنفط والغاز، ناهيك عن دعامات الصيد البحري وآلاف المساحات الزراعية على ضفاف نهر السنغال واتوامرت الشرق والشمال.
الأدهى والأمر، أن الملة الجامعة للكيونة الإجتماعية، وهي جوهر الإستقرار والتعايش السلمي والتلاحم، لم تستغل هي الأخرى، الإستغلال الأمثل، لأن نعمة الإستقرار عامل مساعد للبناء والتركين والتطوير، خلافا لأمم أخرى بها عشرات الديانات والطرق الصوفية والمذهبية لما تعيقها فصارت بفضل تجاوز الصعاب من أقوى إقتصاديات العالم.
محمد ولد سيدي