بنشاب : ليس في العنوان أية شحنة إثارة، بل هو توصيف لواقع ووقائع صادمة يبدو أنها حيكت بأوامر مباشرة من عملاء رجال الأعمال داخل مؤسستنا الأمنية، مستهدفة الرمز الوطني السيد محمد ولد عبد العزيز، فبعد أن فشلت كل الخطط التي رمت للنيل من سمعته وضرب معنوياته وظل الرجل صامدا داخل السجن وخارجه، وحين لم تبلغ المضايقات غايتها، بلغ الحقد من القوم كل شطط، وسولت لهم أنفسهم التخلص من هاجس كاريزما القائد وشعبيته الجارفة في صفوف الطبقات الفقيرة والمهمشة، التي وجدت فيه عشية وصوله للسلطة ضالتها المنشودة، والمنقذ لها من براثين الإهمال والنسيان، لما جسده من إرادة لإنتشال المهمشين من واقعهم المزري، فهم الذين تعاقبت عليهم الأنظمة متروكين لبؤسهم قابعين في أحياء الصفيح محرومين من أبسط الخدمات الأساسية الصحة والتعليم الماء والكهرباء، في تلك الأحياء ولد الأبناء وترعرع الأحفاد وتعاقبت الأجيال وتوارثت واقع الفقر والحرمان، حتى قيض الله لعباده المستضعفين في هذه الأرض رجل حق وصدق وزعيم عزم وحزم، شرع في التخفيف من معاناتهم وتمكينهم من الولوج إلى حقوقهم ومن ثم افساح المجال أمام أحلامهم وطموحاتهم الفردية لتتشكل فتكبر وتنمو حتى صارت بحجم الوطن، الوطن الذي كان بالنسبة لهم يطلق على رقعة صغيرة منه تسمى "تفرغ زينه" فهي الوطن الذي يعيشون متسولين على أبواب سكانه الذين هم المواطنون الحقيقيون الذين يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة، بل المضاعفة.
وبعد فشل عامين من التشويه والدعاية المغرضة إعلاميا وعجز العدالة المسيرة والقضاء المجير عن تلفيق كذبة تحفظ للقانون بقية من هيبته المدنسة بعد أن جعل أهله من سلطتهم أداة طيعة استغلتها مافيا السلطة لتدوس بها على دستورنا المقدس.
لم يبق بدُُ للعقول التي أعمى أصحابها الحقد والقلوب التي استوطنها الجشع سوى أن تنضح بما فيها من إثم وغل وبدأ فصل خبيث من المؤامرة وأرتدى المجرمون المأجورون قفازاتهم الحريرية وشرعوا في تنفيذ أوامر أسيادهم.
من البديهي القول إن عقليةالجريمة السياسية تخطيطا وتنفيذا تختلف تماما عن الجريمة العادية لخصوصية المستهدفين وماضي علاقتهم بالمحرضين والمدبرين وأصحاب الأمر المباشر.
إليكم الأسئلة التي من خلالها نتلمس خيوط المؤامرة النكراء التي تعرض لها القائد الذي أغاظ المتطاولين الداخلين والخارجيين على سيادة بلدنا وخيراته.
لماذا تم نصب كاميرات مراقبة في الشقة السجن؟!
الجواب هو أنها كانت لهدفين الأول هو مراقبة الرئيس السابق وليس زواره كما قد يتبادر للذهن والذين اختصروا على فرد من عائلته ومحاميه والغرض من ذلك دراسة مسرح الجريمة وبلورة فكرة واضحة عن تحركات الشخص المستهدف، الهدف الثاني طمس جميع الأدلة والتحكم في طريقة اخراج هذه الجريمة للرأي العام الوطني والدولي المهتم بقضية هذه الشخصية الوطنية والقارية والدولية التي كانت لها بصمات خالدة على جميع هذه المستويات.
لماذا أصدرت أوامر صارمة بمنع السجين المحاصر من الخروج من المكان لدقيقة واحدة ولمدة أشهر متتالية؟!
ليس الرئيس السابق من عتاة مجرمي الحق العام وليس من الوارد أن شخصا يتمتع بالقليل مما حباه هو الله به من المكانة والأنفة والشهامة أن يفكر في الهروب من أعداء جبناء كهؤلاء الذين يرعبهم مجرد ذكر اسمه؟!
الجواب هو أن تهيئة ظروف الجريمة التي كانت قد تبلورت في اللا وعي الجماعي لأعداء الرئيس الرمز تطلبت ذلك فعندما يحتجز شخص تجاوز عتبة الستين ويمنع من أشعة الشمس والهواء الخارجي مع اهمال نظافة المكان وتلويث هوائه لا مجال للريبة في أن أمرا مريبا يتم التحضير له.
تتوالى الأيام وتتعقد الوضعية الصحية للرئيس السابق لتلك الأسباب ولعدم وجود رعاية صحية لائقة وكل ذلك عن قصد فيما يتم اعداد تقارير يومية عن وضعيته لقادة أمنيين متطلعين على كل تفاصيلها من خلال صور كاميرات المراقبة التي أوصلوا مقاطع منها لجهات معلومة لإشباع تشفيها المدفوع الثمن.
ظل الرئيس الرمز محمد ولد عبد العزيز ثابتا على الحق لا يعلو محياه أي كدر ولم يعكر صفو مزاجه سوء صنيع أعدائه حتى بلغت العملية المدبرة الرامية إلى التصفية الجسدية لشخصه منحنا خطير جدا، فقد تعرض لعدة توعكات صنفها سجانوه على أنها عادية جدا، طبعا مع علمهم بخطورتها على صحة شخص في سنه ووضعه يعلمون كل تفاصيل حالته الصحية، وحين ألح عليهم في طلب طبيبه الخاص تلكؤا وماطلوا ثم ألح وألح وبلغ أمره قادتهم الذين ارتبكوا ثم فكروا وقدروا أخيرا أن التاريخ لن ينسى والشعب لن يسامح إن لا قدر الله سارت خطة الاغتيال المدبرة على ما يرام.
استدعي الطبيب وساد الهلع صفوف الحاقدين الباحثين في كل سبيل عن وسيلة لطمس الأدلة وانبرت أقلامهم تؤول وتضلل واستنفر الأحرار والحرائر على وجه الخصوص وتوافدوا واحتشدوا عند بوابة المستشفى العسكري كما رابطوا رباطهم المبارك أمام مستشفى القلب تعلوا حناجرهم الهتافات وتلهج ألسنتهم بالدعوات حتى ربط الله على قلوبهم واطمأنوا على تحسن صحة القائد الرمز الذي غادر المستشفى إلى منزل عائلته الكريمة الشريفة.
الرحلة بين السجن والمستشفى وبين المستشفى والمنزل المحاصر كشفت خيوط جريمة كانت على وشك أن تودي بحياة رجل ذنبه أنه وقف سدا منيعا في وجه الفساد والمفسدين كبيرهم وصغيرهم.
أما وقد تبين بالمنطق والوقائع المسعى الخسيس لأعداء الرجل أليس من المنطق البوح بما يحدث به العقل الفاحص من أن محاولة لإغتيال الرئيس السابق بائت لله الحمد بالفشل، وأن أعداءه في الداخل والخارج بمعية عملائهم حاولوا وضع حد لحياته وفشلوا؟ (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
إن من لا يريد أو يصعب عليه لدواعي خاصة جدا تقبل نظرية الإغتيال الشاخصة أمام عقول أصحاب البصائر والضمائر، فليسأل ضميره خفية عن نفسه الأمارة بسوء عله يجيبه عن هذه الأسئلة المرفقة بالنقاش والتحليل.
لماذا يمتنع الرئيس محمد ولد الغزواني عن تمكين سلفه وعرابه الرئيس والمواطن الشريف السيد محمد ولد عبد العزيز من العلاج في الخارج بعد الوعكة التي تعرض لها وكذلك مراجعة أطبائه المتابعين لحالته الصحية منذ تعرض لحادثة اطلاق النار التي خلفت لديه مضاعفات صحية تتطلب المراجعة الدائمة.؟؟؟
هل ذلك مجارة من الرئيس محمد ولد الغزواني لمن يريدون التخلص بصمت من القائد الرمز؟، أم هي مداراة منه لجريمتهم وغض للطرف عنها لحاجة في نفسه هو؟
لماذا لم يمكن محاموه من الوصول إلى ملفه الصحي.؟؟؟؟
هل ذلك خوفا من أن يتكشف سر عظيم قد يزلزل الأرض تحت الأقدام المرتجفة لجنرالات الغدر ورجال المافيا؟.
إن الساكت عن الحق شيطان أخرس والساكت عن الظالم أشد منه للمظلوم ظلما.
وبمناسبة انقضاء العشر الأوئل من شهر الصيام والقرآن ومن باب ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، نذكر الرئيس محمد ولد الغزواني بقول التابعي ميمون بن مهران: إن الرجل يقرأ القرآن وهو يلعن نفسه، قيل له: وكيف يلعن نفسه؟! قال: يقول: (أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ) وهو ظالم.