بنشاب : صمت مصدره الهوان و التخبط و العجز عن إحكام القبضة على حكم الدولة بتسيير سليم، أما السبب الذي جعل المعارضين التقليديين لا يشعرون باستفزاز المنافسة من طرف النظام بالإنجاز و الاصلاح، هو ربما وصولهم لمآربهم الشخصية و استخلاصهم لعدم توفر شروط المنافسة في النظام الحالي لما يعانيه من عمى بصيرة، وعرج تسيير، ومرض إرادة، و قطعا {لَّيْسَ عَلَى ٱلْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ} 61النور صدق الله العظيم.
صمت في كل اللحظات الفارقة من عمر الدولة و اقتصاد البلد و أمنه و سيادته، تتبعه عادة ثرثرة رسمية خارج السياق يحملها صدى المن و اليأس و الاستسلام، يسمونها خطابات مصارحة زائفة تسندها ممارسات مطارحة ماجنة لسفالة الإجماع في أخدان خيانة الشعب المسماة زورا بالحوار و التشاور..
أما أرواح الشعب فرخيصة، حد استعمالها كحمامات رماية ترفيه لجيوش الدول المجاورة على حدود الوطن، حيث يلطخ رصاصهم سماء السلم بدماء أبرياء موريتانيين دفعهم زحف الجوع _المتدفق من قمة السلطة نحو قاعدة الشعب_ إلى غربلة رمال الحدود بحثا عن حبات قوت متساقطة من على حواف موائد الشعوب المجاورة.. أعناق موريتانية أخرى على طرف آخر من رقعة الحوزة الترابية تغرس بها أسنة متعطشة لدماء نقية تروي عروق شبح القتل المتربص بثغرات الأمن في جدار سيادة البلدان.
ثم لا ينال هؤلاء الضحايا و لا عائلاتهم من نظام الأخلاق أبسط لفتة حداد و لا زجرة غضب و لا حتى عزاء ولو في تغريدة رسمية هائمة على سطح الضباب الأزرق!
رحم الله جميع ضحايا الهجمات الغادرة من شرق البلاد و جنوبها إلى شمالها.. رحم الله شهداء عين بنتيل و لو كان للبلد رئيس كالقائد محمد ولد عبد العزيز الذي أركع جبابرة الارهاب و فرض هيبة الدولة لما تجرأ الجيش المالي و المغربي ولا الجزائري على جرح ذبابة لمواطن موريتاني و لو حدث ذلك بالخطأ لرأيتم وفود الاعتذار و التعزية و بيانات الشجب و التنديد، و لا يكذب تلك الحقيقة إلا خفافيش جحور الحقد الدفين _ على الرجل_ الذين كانوا يُعتقون أحقادهم في غددهم النخامية بينما يخرجون السنتهم متعددة الرؤوس حاملة شعارات المطالبة بمأمورية ثالثة و خامسة..
#لأكلهم_الخجل_لو_كانوا_يخجلون