وعلى حين غرة استفاقت ثلة الحاقدين من سكرتها الأولى بعد أن هز أسيادهم فوق رؤوسهم القناني الفارغة في لحظة انذار لهم برميهم على قارعة الطريق، إن هم لم يوقفوا الزحف الإعلامي لخصم استعصى على التلفيق و الاستهداف و الإدانة.
ومتى رميت العظمة للكلب تعالى نباحه و هو يلاحقها، ولذلك أسقط الأسياد عظمة ابتزاز كلابهم عند باب معتقل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، فطفق القوم الذين كره الشعب انبعاثهم و باؤوا بغضبه الموثق، يرمون شباكهم في مياه كراهيتهم الآسنة، فأخرجوا ما صدأ من إفكهم الماضي و ما تسوس من تلفيقهم الحديث، ونمقوا مائدتهم بدود التشفي الذي أكل ما كان في جماجمهم من مخ سليم و عقل مجهري عقيم، ولم يزد ذلك الذين دعموا الحق وعارضوا الباطل إلا ثباتا وفخرا.
يا أيها الذين في قلوبهم مرض وحقد دفين، طفقتم تخصفون على قلوبكم المشتعلة من رمل الكراهية فلم يزدها إلا اتقادا وزمهريرا، وفي النهاية لم تكن الهجمة بالمستوى الذي تعودت عليه الجماهير فقطر أردافكم تضاعف بسبب طول الصمت و المبالغة في جودة العلف، فدهون صفقات التراضي لها نفس مستقبلات "اخروجو"، لذا كان سعيكم مخذولا ومدحورا.
فلن يفلح الحاقدون في تلميع الجبناء، ولن يفلح الجبناء في إركاع الشجعان، و ما تدعون اليوم من ضعف واستكانة في رسالة الرئيس السابق إلى صديقه السابق، هو نمط تعودتم السجع في بحره، إذ تقولون بألسنتكم ما تنكره أفئدتكم، فتشيدون بتحقق مالم يتحقق و تدعون إنجاز ما لم ينجز، فأنتم هؤلاء تكذبون الكذبة و تصدقونها، لكن الواقع يكذبكم ويفند ما أنتم فيه تعمهون، وإلا فأين الضعف في الاصرار على المطالبة بالعدالة و السعي وراء الحقوق؟ ألم يكن الهاربون منكم يطلبون العدالة من الدول الخارجية ويستجدون رحمة الغرباء في بلدان غريبة ؟!
أما هذا فرئيس سابق عاد من الخارج وهو مستعد للسجن و رفض كل الترضيات التي قدمت له وكانت كلها تحفظ له ماله كاملا دون مسائلة و حريته غير منقوصة، لكن تقايضه بكل ذلك على التخلي عن انتقاد الفساد و تسليط الضوء على مكامن الخلل في تسيير هذا النظام، و مازال هذا العرض ساريا حتى اللحظة، فهل تعتقدون أن من يضع يده على صفقة كهذه بحاجة إلى استجداء الشفقة على صفحات الهلام الفيسبوكية إن أراد الصلح ؟
فلو كنتم تتقنون قراءة ما بين السطور لتجلت الصورة كاملة في نصوصكم، لكن الصهد يحمل إليكم انعكاسات مشوهة للحقيقة، فنار الحقد لظيت في نفوسكم و مازالت محاكمة ولد عبد العزيز ستسكب بنزينا صافيا على أفران صدوركم حتى تتصدع غلا.. فلا تستعجلوا العذاب وأنتم تدركون الدرك الأسفل الذي فيه تدورون، فسنعذبكم مرتين وتردون إلى حقدكم يعذبكم أخرى.