بنشاب : نتذكر دعوات البعض على صفحاتهم إلى اعتقال الرئيس السابق كي تهدأ الأوضاع و يتفرغ النظام للعمل بصمت و تتسنى للشعب رؤية الإنجازات العملاقة.
كان اعتقال ولد عبد العزيز هو الشفرة التي ستفتح بوابات الإصلاح و رغد الحياة المعيشية، و تساهم في القضاء على الجريمة و اقتلاع زعزعة الأمن من جذورها، كان ارتفاع الأسعار و أزمة الخضروات و الانفلات الأمني و انتشار البطالة و اضرابات العمال و رداءة الخدمات كلها من تدبير ولد عبد العزيز و بسببها أغلقت مقرات كل الأحزاب التي زارها أو انتسب إليها و اعتقل جل من زاروه أو اتصلوا به، فهل تحسنت الأوضاع حقا؟
لا أتحدث عن أوضاع القلوب المريضة و الصدور المتقدة غلا ! فتلك تماثلت للشفاء منذ اندلاع زوبعة التلفيق، و حل تشرينها الثلجي فور اعتقال معذبها و قاهرها مخلب الصقر الكاسر نصره الله، حدثونا عن أوضاع المواطنين!
لا أتحدث أيضا عن مواطني فخامة الرئيس الذين لا يريدهم أن يفكروا في ثروات بلدهم و لا ينصحهم بالتعبير عن آرائهم، و الذين تعهد لهم بانتشالهم من على قارعة الطريق و بحشو بطونهم من "المشوي"، أولئك تحسنت أوضاعهم و وضعت حربهم أوزارها على مائدة النظام و خلعوا نعالهم في محيط المعبد ودخلوا البلاط بسلام آمنين..
حدثونا عن الخزانات الانتخابية التي ينزل إليها رؤساء الأحزاب موسميا لتجديد السلالم من ظهور المهمشين التي أكلتها سياط البؤس عبر الزمن و على مر الأنظمة المتعاقبة على حكمهم؟! كيف يشعر سكان مقابر القهر و الظلم و الإقصاء كيف استفادوا من الإنجاز الوحيد للنظام بسجن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز؟