بنشاب: كان بإمكان الرئيس الحالي أن يُعالج أو يُداري الشعور الذي ينتابه ( أيا كان ) مِن تحرك سلفه ونشاطه وتشبثِ أنصاره به بمسحة أخلاق وحكمة ذُكرتا وشكرتا ثم ذكرتا وشكرتا ولمٌا تُريا بعدُ بالعين المجردة ؛ فقد كان بالإمكان أحسن مما كان ؛ بل لم يكن بالإمكان أسوأ مما كان !! فلو تركه يترأس حزب المرجعية الذي أسسه واستبدله بأي حزب ولو كان حزب الشيطان ؛ حزب الوحدوي أو الرباط مثلا أو حتى حزب الشيطان نفسه ؛ فسينضم إليه تلقائيا كل من يحيط به الآن دون استثناء لأن ولاءهم للحاكم والمنصب لا للحزب كما صرّح أسنّ القوم وأشهرهم ! ولا أرى الرئيس السابق يأسى على القوم المنافقين ؛ ولو أسف فما بيده حيله !! كان ذلك أشرف له وأكثر إقناعا وأدفع لِنظرية المؤامرة الكبرى التي سادت وأربكت مأموريةً اجتمعا وتفرقا عليها !!
أما اللجنة التي شهد شهداء من أهلها والاتهامات والمضايقات والاعتقالات والإقامات الجبرية فهي إخوة عَلَّات للتعهدات والأولويات والاقلاعات والآليات ؛ كل أولائك كان عنه مسؤولا ؛ ومن علامات مسؤوليته المباشرة ومن أسوإ صبغاته البادية كحاكم ابتُلينا به : أن يبدأ بأعلى ارتفاع وينتهي في أسحق قاع ؛ كَمَعنى العهد عنده ومعان أخرى لقيم أهم ؛ مثل اهتمامه المُفْرط ب( نخبة ) تملُّقُها سخيف وإهمالِه المفَرِّط لِشعب ضعيف !! أما أن يسجنه بلا تهمة ثابتة ولا محاكمة سابقة ولا مدة محدوة ثم يدّعي بكل وقاحة أن لا علاقة له بكل ذلك ؛ فكم أبْعدَ من ناصح أمين وكم قرّب من خائن لعين ! وسيبقى لله في خلقه شؤون وإن في الشر خيارا وبعضه أهون من بعض !!