بنشاب: يصنع الأبطال ساعات مجدهم بدقة العمل و قوة الإرادة و دفع عقارب الفشل عكس مسار الحضور في أزمنتهم الصارمة.
فالقائد يحرص على لعب دور القدوة الحسنة من خلال التزامه و جديته و صرامته، كما دأب الأعوان في أرضنا على تقليد الرئيس في كل شيء حتى حلاقته و ملبسه، ثقافة تملق جرت كالسم في شرايين اللاوعي الجمعي..
ترى كيف سيكون أداء حكومة ترى رئيسها يبدأ يومه العملي بعد منتصف النهار؟ كيف سينعكس حضور فخامة الرئيس يوم أمس لافتتاح العام الدراسي منتصف النهار على نفسيات وهمم الأطفال الذين حضروا فجرا و ظلوا دون طعام ولا شراب ينتظرون قدوة لهم ولذويهم يفصلهم عنها فارق توقيت بالساعات ؟
ما هو انطباع آباء التلاميذ و أمهاتهم وهم يشاهدون استخدام أطفالهم في إخراج مسرحية ساذجة للتلاعب بعقول الشعب:
مدرسة مهجورة ليست لها إدارة حسب نبض الرأي العام و تلاميذ استجلبوا كقطع الشطرنج لم يسبق لهم التسجيل في تلك المدرسة و زي مدرسي لم يوزع إلا خلال عملية الوهم التي أعدت للمغالطة و تزييف انجازات تعد كما إعلانات التلفزيون خلف الكاميرات و بحضور الرئيس دقائق بعد الزوال و بعدها تصدر الأوامر : "فركش" سوقوا هذا الانجاز واكتبوا عنه ثم يعود الرئيس إلى قصره و عالمه الزخرفي الأسطوري..
مؤسفة هي حقيقة تكريس هذا النظام لمختلف أنواع الفوارق البينية بينه و شعبه: في الظروف المادية و المعنوية و حتى مواقيت العمل كأنه من كوكب علوي و الشعب في جوف كوكب مطمور تحت أقدام الذل و المهانة..