بنشاب: ثارت أفواه الجياع في وجه التعهدات الجرداء، و اشتعلت شرارة الغضب في أطراف البلد المبتورة من صدر الثروات، فبقي قلب الوطن ينبض لضخ موارده حصرا في شرايين المفسدين و أفئدة المتملقين..
و منذ برزت أعين المواطنين وهم يطالعون يوميًا وثائق صفقات التراضي و مظاهر الفساد التي خضبت وجه ما انقضى من المأمورية الحالية، لم تعد كمامات القمع قادرة على حجب دقات القلوب التي بلغت الحناجر..
ضجة في الطينطان و هتاف في أطار و صيحة في النعمة و صرخة في كيفة و أصوات مخنوقة تأتي من نواذيبو و أخيرا صفعة أركيز ..
مرجل الظروف المعيشية الغائظ أصبح انفجاره حتمي و تشكل شظاياه خطرا على سلامة كل واحد منا ..
و مازال النظام الحالي يواصل سكب الاستفزاز على نار غضب الشعب الجائع بالقمع المستمر، ما سيجعلنا والبلد بأكمله ضحايا لما يعانيه هذا النظام من ميسوفونيا حادة تجلت في حساسيته الزائدة من الأصوات المخالفة.
دائرة الحرج شملت المعارضة التي اتضحت للناخب الموريتاني حقيقة كونها كانت معارضة لشخص ولد عبد العزيز، قبل أن تتحول إلى موالاة لمصالحها الشخصية وتختار الانضمام إلى صف النظام القائم ضد البلد و مصلحة الشعب، لتطل علينا من وقت لآخر دون أن تتساءل كم لبثت وتندد على استحياء في بيان باهت و تقع مغشيا عليها تحت أجنحة الإجماع!