بنشاب: الصلح يكون بين نِدّين ؛ ويعلم الرئيس الحالي ومن يناصره لجلب منفعة شخصية أو لدرء مضرة ؛ ولا مناصر له سواهما ؛ أنه ليس نِدًّا للرئيس السابق في شيء ؛ ثم كيف يكون صلح بين رجل( ين ) أولهما حمل الآخر على كاهله ودافع عنه عقودا ثم رفعه حتى أوصله أعلى مرتبة في الجمهورية فكافأه بدفعه بكل ما أوتي من قوة من نفس المرتبة إلى أسفل ما استطاع هو وزمرته : السجن التعسفي ؛ في أشد أشهر السنة حَرّا وحُرمة ، سبقه غصب أملاك وتشهير وتزوير ومضايقات وإحالات ؛ قضى في ذلك نصف المأمورية وفيه صرف أضعاف الميزانية في الشرطة والمدونين والمحامين والمنافقين والمدونات والقضاة والكلاب والنواب وكما قال حسان رضي الله عنه : حتى غدا عن طريق الوحي منهزم ؛ من الشياطين يقفو إثر منهزم ؛ ولا صلح مع المهزوم ، بل إن جاء مستسلما تُملى عليه الشروط فيقبلها صاغرا دون تخيير أو تفكير ؛ وتتعين مراقبته ، فَمِن مسحاته الأخلاقه المشتهرة البادية أنه حاقد خائن غادر وما خفي أعظم !!
من قصيدة الشاعر الفحل أمل دنقل :
لا تصالحْ ولو منحوك الذهب ؛ أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل ترى؟ هي أشياء لا تشترى
إنها الحربُ ! قد تثقل القلبَ لكن خلفك عار العرب ، لا تصالح على الدم حتى بدم ! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
لا تصالح، ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك سيفٌ!
وسيفك زيفٌ إذا لم تزنْ بذؤابته لحظاتِ الشرف
واستطبت الترف !!
لا تصالح ولو قال من مال عند الصدامْ ما بنا طاقة لامتشاق الحسام ؛ عندما يملأ الحق قلبك تندلع النار إن تتنفَّسْ ؛ ولسانُ الخيانة يخرس !!
لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام ؛ كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟!
لا تصالحُ إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة : النجوم لميقاتها والطيور لأصواتها والرمال لذراتها
لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ !والرجال التي ملأتها الشروخ ؛ هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ ؛ لا تصالح فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد ! وسواك المسوخ !!
لا تصالحْ لا تصالحْ لا تصالحْ !!