بنشاب : تذكير ( رمز خلوق ) بخلق الجاهلية المرموق ! ( 5 )
وكان للعرب أيضاً آدابهم منها احترام النساء، واحترام حرمة البيوت فكانوا يستأذنون عند دخول بيوت الغير، ولما خالف بعض الأعراب هذه القاعدة أنكر القرآن عليهم ذلك وأمرهم بالالتزام بالاستئذان فقال "لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ! وكان عمير بن سلمى الحنفي مضرب المثل في ذلك إذ استجار به رجل من بني عامر بن كلاب، وكانت مع الرجل زوجه ، فرآها (قرين بن سلمى الحنفي) أخو عمير، وصار يتحدث إليها، فنهاها زوجها بعد أن علم فانتهت فلما رأى قرين ذلك وثب على زوجها فقتله، وعمير غائب، فأتى أخو المقتول قبر سلمى وعاذ به، فلما قدم عمير أخذ أخاه وأبى إلا قتله أو أن يعفو عنه جاره، وأبى أخو المقتول أخذ الدية ولو ضوعفت، فأخذ عندئذ عمير أخاه وقتله لغدره وفاءً لجاره
كان الجاهلي إذا قال كلمة وفى بها، ولو أدت به إلى القتل، أو إلى قتل قريب عزيز عليه، فالرجل الحنفي قتل أخاه، كل ذلك وفاءً بالعهود والمواثيق ؛ فعندما قدم سويد بن الحارث الأزدي رئيساً على وفد قبيلته لتعلن إسلامها، وسأله النبي صلى اللّٰه عليه وسلم عن خلق قومه في الجاهلية فقال: "أما الخمس التي تخلقنا بها في الجاهلية فهي الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والصبر في مواطن اللقاء، والرضا بمر القضاء والصبر على شماتة الأعداء" فرد عليه النبي صلى اللّٰه عليه وسلم "حُكماء علماء كادوا من صدقهم أن يكونوا أنبياء !!
رموز للعهد عندهم معنى ؛ شهد لهم خير خلق الله صلى الله عليه وسلم !!
يتواصل ...