جميعنا معرضون للاصابة بكوفيد وجميعنا معرضون لتعقيدات ومضاعفات المرض وأحواله،لكن فقط، رجاءً، في حال أصابني أو عشت بعض هذه الأحوال ،اياكم ان تتسولوا العصابة لعلاجي،اياكم ان تكتبوا لهم من أجل رفعي للخارج أو الاعتناء بي،اياكم أصدقائي أن تمنحوهم فرصة التكرم علي من مالي وأموالكم..دعوني ساعتها وشأني، فربي لطيف لمايشاء، ولست لأقبل علاجا يخصون به الكتاب و الشعراء و الوزراء ورجال الأعمال أو زعماء القبائل أو غيرهم. يصرفونه من مال الشعب ولايستفيد منه المواطن الذي لابواكي له ولا الأقلام تعرفه لتكتب عنه،فهذا يموت دون تلقي العلاج او الرفع للخارج..ان مجرد احساسي بأن عصابة تأخذ الكثير من مال المستضعفين ومالي لتخصني به، سبب وجيه للموت مع شعور بالخزي واللعنة..مؤلمة نظرات المظلومين المحرومين وهي تتابع طائرة تنقلك الى الخارج،وأصحاب هذه النظرات يجلسون عجزا الى جانب مواطن محتضر،عشرون ألف أوقية تكفي لعلاجه. سيموت هو بلاشك، وتعود أنت كجناز بربطة عنق في تابوت، او مبتسما بربطة عنق أخرى في درجة رجال الأعمال..ربطة العنق ستخنقك في الحالتين،اذ تموت لتجد حقه في انتظارك أو تبقى وأنت تتحسر لبقية حياتك على تكاليف علاج كانت له ولآخرين معه فحولتها العصابة بضغط الحبر او الألسن الى حساب مشفاك في الخارج.
هل تقدرون الاحساس بالذنب،ذلك الذي يعتري المريض حين يتم اخراجه من العنبر لتلقي العلاج التفضيلي وتوديع النزلاء له بالسعال والأنفاس اللاهثة والأيدي المسدلة ونظرات الازدراء من عيون تبص وتنطفئ؟!
العلاج للجميع وبالتساوي أو الموت الجماعي.
*التلقيح واجب فلاتتأخروا.