بنشاب: لن أقول في الرئيس الحالي أو له ما قاله "الراشدون" في الحزب الحاكم ولا ما كرره "حواريو" النظام و معارضوه الذين تفرقت بهم السبل بين نادم على ماضيه و منقلب منسجم مع ذاته.
و لن أحدثه بما حدّثه المادحون و الساخطون على سلفه، فرب مادح بما يشبه الذم.
لن اقول لك إلا ما يرضي الله، لأن العقد بيني و بينك يقوم على الوفاء بالأمانة لأهلها، فإذا كانت بيعتي لك واجبة، فإنك ملزم أكثر مني بان تصونها.
أتحدث إليك بضمير الشعب، و أنا واحد من الشعب.
مرّ عامان، سلبنا وباء كورونا، كل أسباب الحياة الكريمة، آلاف الشباب المعطلين عن العمل، و مثلهم من العوائل الفقيرة لم يتحسن حالهم، رغم المشاريع و المساعدات و المليارات التي تم رصدها لفائدة الفقراء.
عامان من الإنقسام و المستفيد هو من عطل بالأمس قاطرة التنمية و من يريد اليوم أن يردنا إلى حروب "داحس و الغبراء".
عامان من الأمل، نمسك فيها ب "الجمر" و نترجى أن تسمعنا ، فهلا استمعت لناصح آخر ما قد يخطر بباله هو "مباهج السلطة و سطوتها" و إني لناصح لك أمين.
لا أشك في الكفاءات الوطنية و لا اتهم الجميع بالمسؤولية في التقصير أو الإهمال، و لكنني مثل كل أبناء الشعب أؤكد لك فخامة الرئيس أن 90% مما يقول لك "الراشدون" و "الحواريون الجدد" ما هو إلا نسخة مطورة مما كان يمدح به سلفك.
تغيرت الأوصاف و "النفاق" واحد.
أخاطبك الآن، و أنا يحدوني الأمل في أن يكون مؤتمر الحوار المرتقب، فرصة لوقف المضايقات ضد الرئيس السابق و ترميم علاقة السلطة بالشعب.
و قد لا يخفى عليك أن أي حوار يحدث تحت سقف "المحاصصة" لا يكرس الإنقسام و حسب، بل و يضيّع فرصا ثمينة لتصحيح اخطاء الماضي؛ خصوصا في هذا الوقت الذي نحن أحوج فيه إلى إصلاح ذات البين و بناء إجماع وطني يحصن جبهتنا الداخلية و يفوّت على الأعداء الفرص الضائعة للعبث بأمن و استقرار البلاد.
يجب كسر الجليد، لطي "مسرحية العشرية" و التوجه إلى الشعب المحارب في قوته و المظلوم في وطنه.
لا برلمان يمثل الشعب.. هذه "عصابة" و لو كنت رئيسا ؛ لأمرت كتيبة الدبابات بتدميره على رؤوسهم جميعا دون شفقة أو رأفة بهم.
من يمثل الشعب هو الشارع المزدحم بالشباب العاطل ، و المشافي التي يتكدس فيها المرضى كل يوم،
و أحزمة الفقر التي لا يزورها زائر إلا وقت الإنتخابات
هذه هي الحقيقة ؛
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد