بنشاب: بعد سنتين على وصول مرشح الإجماع والأخلاق إلى الحكم ؛ أجمع فيه مع غيره من موالاة ومعارضة وأقربين ومقربين على أخلاق لا يجمعها سوى الكيد والمكر لسلفه بالمال والرجال والسلطة ومضايقته وتشويه سمعته بالتشهير والتزوير والإفك والبهتان ؛ ولأن الأمة لا تجتمع على الضلال ، فقد محضه النصح ثلة من المقربين وقليل من الأقربين ؛ ولما لم يرعوي تبرأ منه هؤلاء وانسحب عنه أولائك !!
وبما أن لغة جسده شذَّت هي الأخرى عن الإجماع المذكور في المقابلتين الأخيرتين عند كل سؤال عن ( رفيق الدرب ) ؛ وقد تكسرت نصال بعض الناس على نصالها يذكرونه بمجانفته لكل ما أمر به الإسلام من عدالة وأمانة وأخلاق عامة ؛ ارتأيت أن أُذكره ببعض أخلاق العرب الفضيلة في الجاهلية الأصيله !!
فما كان العرب يُوَثِّقون الاتفاقيات والتحالفات والأمانات والعهود ؛ بل كان للعهد عندهم معنى !! يعتبرون الوفاء أكرم أخلاق العرب الأصيلة ؛ بل إذا نطق الرجل بكلمة قد لا يلقي لها بالا تلزمه عهدا ! وكان الغدر هو أخس معرة تلصق بالعربي الأصيل : حيث يُرفع له لواء في سوق عكاظ ليُشهِّروا به فيستحق مسبة بين الناس يُنادونه يا غُدر !!
وفِي ذلك يقول قطبة بن محصن :
أَسُمَيَّ ويحكِ هل سمعتِ بغَدرةٍ ؛ رُفع اللواءُ لنا بها في مجمعِ
إنا نَعفٌّ فلا نُريبُ حليفَنا ؛ ونَكُفٌّ شُحَّ نفوسِنا في المطمعِ
أيها ( الرمز ) لم يعد سوق عكاظ وغيره من أسواق العرب موجودا ؛ لكن سوق مارك الأخضر يناديك اليوم من كل فج عميق : يا غُدر !!
يتواصل ...