كل العظماء الذين تعرضوا للخيانة دخلوا السجون، فمنهم من أنصفته النهايات القريبة ومنهم من أنصفته النهايات السرمدية في سجلات التاريخ، وفي جميع حالاتهم نالوا حقهم من الانصاف رغم أنوف الخونة و الجبناء…
والتاريخ يا فخامة الرئيس يهوى تخضيب أذهان الحمقى بمخاط الوهم، في كل مرة يعيد فيها نفسه، ففي الوقت الذي يشمتون في ظروف أبطالهم وقادتهم، يتدحرج التاريخ قهقهة من قبح نهاياتهم المنتظرة و فقاعات انخداعهم بلعبته الزمنية العتيقة.. (يَظْحَكْ المظْحُوكْ فيهْ ) كما جاء في مخزوننا الشعبي الحكيم، لكن الحمقى يفضلون تصديق كذب اللحظة الزائف.. فدعهم في غيهم يعمهون، قلاع المجد لا يسقطها أزيز الذباب، أليس الصبح لناظره بقريب!!
في معتقلك تستلقي على أسرة المجد و تلتحف أغطية الانجازات الفسيحة، و تضيق على أعدائك الأرض بما رحبت، و لا سبيل لهم إلى السماء حتى ولو رفرفوا ألف مرة، فلطالما زعم الدجاج أن له القدرة على التحليق، لكن ذلك لم يرفعه يوما إلى مرتبة الندية مع الصقور، ف(لَزْ اخْوَيْمَه وافرِيگْ) مارتون واهم و ربما يستحق المروج له عقوبات الاساءة إلى الرموز فهو نوع من التنمر، والهجاء بما يشبه المدح..
و في لغة بطاقات شحن الهواتف هنالك رمز نجمة تبدأ به عملية التعبئة و رمز مربع تختم به و بينهما أرقام متغيرة لاتصلح للاستعمال إلا مرة واحدة، والغريب أن الرموز التافهة منتهية الصلاحية تكون لها قيمة مادية تشترى بها بينما الرمز الثابت هو أساس العملية و مفتاح تفعيلها لا قيمة مادية له، ومتاح في كل لوحة مفاتيح، لكن هذه الرموز لا تعلق في ذاكرة أحد و لا تجد من مساحات الاهتمام إلا لحظة تستخدم خلالها مرة وترمى في ممرات النسيان المعتمة..
فهل يعتبر رموز التزويد _ الذين يحتفلون اليوم بفتات التعويضات ويشمتون في سجن ولد عبد العزيز وقد كانوا قبل ذلك يسجدون عند ذكر اسمه و يركعون أمام صوره، و يبللون سراويلهم عندما يرفع صوته _ ويدركون حقيقة أفضلية الرموز الثابتة عليهم ويوقفون هذيان ألسنتهم قبل أن يختنقوا بدقيق الحقيقة الذي لا يمتلكون ما يكفيه من ريق، أم سيواصلون أسلوب (غَطَّصْ وألْحَسْ) الذي ينهلون بواسطته من موارد الشعب و إمكانيات الدولة وهم يلهثون خلف الوهم و ينعقون بما يتمنون ؟!
فخامة الرئيس كل عام وأنت بخير، لك العيد وكل أيامه و جنبك الله مآتم العار و مسالخ الشؤم..
(2).JPG)
