لم يكن عزيز (مشتاك) للرئاسة.. لأنه كان السبب في تولي أربعة رؤساء للرئاسة.. ولذلك لم يقمع ولم يكبل الحريات.. لأنه كان واثق من نفسه..
عزيز أراد أن يكون تاريخا في وطنه يشار إليه بالبنان.. فجسد ذلك في مشاريع وبنى تحتية لم يسبقه إليها أحد .ولن اسرد المشاريع لانها واقع يتحدث عن نفسه..
عزيز أراد أن يكون أنموذجا في وطنه... فتخلى عن الرئاسة طواعية.. لأنه ببساطة كما قلت آنفا ليس (مشتاك)...
عزيز.. ليس رجلا عاديا... كان يؤمن بوطنه.. وكان يؤمن بكرامته.. فلم يقبل أن يهان الوطن في زمنه.. بل أراد أن يقول للعالم أن موريتانيا ليست أقل شأنا من مثيلاتها التي استضافت قمم إفريقيا والعرب...
عزيز لم يخش الانتقاد الإيجابي.. لأنه كان يريده..ولم ينزعج من الانتقاد السلبي لأنه كان يمتلك الثقة..
عزيز لأنه ليس جبانا لم يقبل المساومة في كبريائه..
#لم يقبل عزيز مهادنة المعارضة.. لأنه أرادها أن تظل موجودة في الشارع حتى تسهم في فضح من عينهم بحسن نية.. إن هم أخطأو التسيير.. وكان بإمكانه شراء سكوتهم بفتات بعض التعيينات...
#نعم أخطأ عزيز لأنه ظن أن البلد لا زال أمانة في عنقه بعدما تخلى عن الرئاسة.. فكان مصيره السجن الذي لايستحق.. لكنه في النهاية يظل كما يقال... السجن للرجال..
نعم أخطأ عزيز لأنه لم يقرأ وجوه الساسة المتلونة في الوطن..
#أخطأ عزيز وأخطأ.. لكن من منا لا يخطئ .. خاصة إن كان ورث دولة مترهلة وساسة كالحرباء.. لكنها أخطاء اجتهادية.. له أجرها..
#ففي كل يوم يبدو أن الوطن يقترب رويدا رويدا من البكاء على رجل أضاعه.... وكأن هذا الوطن كتب عليه الشقاء إلى الأبد..حيث تمسك بحكمه الرؤساء الفاسدون.. بينما تخلى عنه من قدم برهانا على الإصلاح...
#لو عاد عزيز الآن للحكم وسلك نفس الطريق الذي كان يسلكه أثناء عشريته... سنعارضه وسننتقده.. لأنه كان بإمكانه تقديم أكثر مما قدم .. بسبب شخصيته القوية... وتوفر المال اللازم الذي أضاع بعضه بسبب تغول الفساد في الساسة..
أما الآن فما علينا سوى البكاء على رصيف المثل القائل.. اصبر على مجنونك لا يجيك ال أجن منو.. لأننا وللأسف سيدي الرئيس حتى الآن لم نر سوى من يأكل مشوي الوطن .. بينما يترك لغالبية الشعب الاكتواء بنار ذلك المشوي.. من ارتفاع أسعار وقوانين لقمع الحريات... وفساد مستشر لا يعاقب ممتهنه..
ومع ذلك سنظل نتفاءل.. لأنه كما ذهب بعض الفسدة السابقين إلى مزبلة التاريخ.. فسيذهب اللاحقون.. وسيبقى الوطن وشعبه رغما عن الجميع...