بنشاب: - كان المخطط المرسوم يقتضي أنْ يبقى ملف الرئيس السابق وسيلة لإلهاء الرأي العام الوطني طيلة مأمورية التخبطات .
- تولّت السلطة التنفيذية تحريك المشهد العام ، فيما عُهد لأدعياء الصحافة و إعلام الحواضر و كتائب المتملقين ، بصنع "الشو"
صمود الرئيس السابق و تحديه من خلال المؤتمرات الصحفية ، و تمسكه بحقه في ممارسة السياسة الذي تُوّج بالاندماج مع حزب الرباط ، و التفاف المناصرين حوله و نجاحه في تجاوز الإقامة الجبرية بالولوج إلى شبكة الفيسبوك و فضح فساد النظام من خلالها و تعريته … أربكت هذه العوامل خطة النظام ، و أجبرته على تغيير مسار المخطط بسجن الرجل الذي باتت تحركاته تستنزف الرصيد الجماهيري ليس للنظام فحسب و إنما للأحزاب التي كانت تصف نفسها ذات يوم بالمعارضة الديمقراطية ، بدل أنْ يكون الملف وسيلة إلهاء و تخدير كما أُريد له أنْ يكون !
- استنفدت الماكينة الاعلامية رصيدها من الاشاعات المغرضة و التلفيق ، و بسجن الرجل مات الملف إعلاميا فانكشفت الحكومة أمام الرأي العام ، فبدت على حقيقتها ، حكومة سنتين من التسيير و صفر إنجاز ، حكومة برامج جوفاء من "تعهداتي و أولوياتي و خدماتي إلى صناديقي" حكومة مرتبكة يقول وزير داخليتها "عنها ماهي خايفه و لاهي طامعه" و يفاجئ رئيس الجمهورية فيها مستقبليه بأنّ المشرفين على حفل الاستقبال لم يمنحوه وقتا للكلام إلا أنه سيتكلم - و ليته لم يفعل - ليتحدث عن الملموس و المحسوس و يتوعد مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي ، ثم يأتي الدور على الناطق باسم الحكومة ليمارس بكل أسف و بشكل غير مسبوق ، مغالطة الشعب و الكذب الرسمي بدرجة وزير ! حيث أكد أنّ الأسعار ثابتة و لم ترتفع في ذات الوقت التي كانت فيه وزيرة التجارة تبحث مع التجار أزمة ارتفاع الأسعار!
- أخيرا لأولئك الذين تعوّدوا لسنين كثيرة التجمع أمام مسجد ابن عباس في مسيرات استعراضية لم تغيّر نظاما و لم تراكم عملًا ديمقراطيًا يقدم بديلا ، و آل بهم الحال إلى شكل من المعارضة فريد من نوعه ، يوالي النظام الحاكم و يعارض نظاما انصرف و مضى !
لستم أهلا لتقديم النصح أو تبيان معالم الطريق .
- الرئيس السابق قدّم لنا نموذجا يحتذى به في العمل الديمقراطي على المستوى القاري و ذلك بالتناوب السلمي على السلطة ضد رغبة أغلبيته ، و بقوة و عزيمة رفض السير مع القطيع حين خُيّر بين السكوت و التخلي عن الشأن العام أو التضييق و الاستهداف ، و هو يدفع اليوم من حريته دفاعا عن رأيه و مصلحة بلده . نحن نعرف جيدا ماذا نريد ، لسنا في عجلة من أمرنا ، لن يجرنا أحد إلى معركة غير معركتنا ، حددنا هدفنا بشكل دقيق و نحن إليه سائرون .
و لا بد من صنعاء و إِنْ طال السفر
Bechir Bayade