العزيز الطليق والتعهدات المحتجزة!

أربعاء, 30/06/2021 - 12:47

كانت قاعات الدرس ومراكز التعليم قبل ولد عبد العزيز مجرد أكواخ بالية،  مغطاة _في أغلبها _بالصفيح، مهترئة الأبواب، مشرعة النوافذ على صدأ الإهمال، فالمنشآت التي شيدت في بدايات نشأة الدولة هي نفسها _حرفيا_ التي انتخب في اطلالها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز أول مرة سنة 2009. 

عانى قطاع التعليم بشقيه: الأساسي و العالي من إهمال لعشرات السنين، لا التجهيزات و لا المباني كانت متوفرة قبل 2009  على أبسط المقومات، و لا الخطط الاستراتيجية كانت مفعلة بجدية و حتى لم يحسن اختيارها و لا طرحها.

باشر الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز العمل في هذا القطاع وحوله إلى ورشة بناء يستمر العمل فيها على مدار الساعة، رممت المباني و جهزت بالآليات و اللوازم، شيدت عشرات المدارس والمركبات التعليمية في مختلف بقاع البلد وتم تجهيزها بمختلف المستلزمات المطلوبة. 

وكان النصف الأول من مأموريته الأولى حافلا بتجسيد أفكار رائدة على أرض الواقع، فالرجل يجيد لغة الإنجاز لا التعهد و لا التسويف. 

ولأنه يعي جيدا أهمية التعليم الذي بدونه لا وجود لتنمية و لا اقتصاد، كانت جميع مناحي التعليم والتكوين مشمولة في مسطرة أولويات ولد عبد العزيز، أولويات ملموسة تحققت على أرض الواقع لا مخيلات المدونين، منها على سبيل المثال: 

#جامعة العلوم الاسلامية: تأسست 28ابريل 2011 بعد أن كان أبناء  شنقيط منارة العلم و أرض العلماء مجبرون على التنقل إلى جامعات السنغال و المغرب لاستكمال دراساتهم  في التخصصات الإسلامية ، ضربت عاصفة سنوات الإنجاز الأولى مدينة لعيون في أقصى الشرق الموريتاني فكانت جامعة العلوم الإسلامية متجسدة في أبهى حلة و بأجود المعايير.

#ثانويات الامتياز: أنشئت هذه الثانويات 2010 بعد تفشي ظاهرة التسرب المدرسي و التي حصدت لمحاربتها ميزانيات وبرامج ضخمة لم تأتي بنتائج ملموسة، و بعد ترسخ ثقافة صعوبة تخطي عقبة امتحانات الباكالوريا لدى الأجيال لدرجة أنه أصبح في مخيال البعض مجرد ضربة حظ يصيب بها الله من يشاء و لا علاقة لها بالمثابرة ولا الدراسة، و بعد توجه أكثرية التلاميذ إلى التخصصات الأدبية لصعوبة نيل شهادة بكالوريا علمية، ما أخل بتوازن نسب النجاح السنوية في المسابقات الوطنية، جاءت فكرة إنشاء ثانويات الامتيازات، للعمل على خلق نخب علمية متخصصة، حققت هذه الثانويات في سنتها الأولى نسبة نجاح قاربت 100%، فأخذت مكانة مرموقة في قلوب الموريتانيين وآمالهم.

#المدرسة العليا المتعددة التقنيات "POLYTECHNIQUE":  أنشئت المدرسة العليا المتعددة التقنيات سنة 2011 بمرسوم صادر عن مجلس الوزراء يوم 2أغشت ، وهي مؤسسة تخضع لوصاية مشتركة بين وزارة الدفاع الوطني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وتعنى بتكوين وتخريج المهندسين #لأول_مرة_في البلاد منذُ الإستقلال في مجالات المعلوماتية والإتصال والهندسة الميكانيكية والمدنية والصناعية إضافة إلى هندسة المعادن والبترول والغاز وهندسة الكهرباء والإلكترونيات والطاقة.

#الثانوية العسكرية: أنشئت هذه المدرسة سنة 2009 و تضم اعدادية وثانوية، وتهدف هذه المنشأة الى إسهام القوات المسلحة الوطنية في الرفع من مستوى التعليم وترسيخ ثقافة الانضباط في الناشئة الوطنية وتكوين جيل يعي مسؤولياته المستقبلية، وتكثيف التخصصات العلمية بين صفوف التلاميذ و الطلبة.

#جامعة نواكشوط العصرية : بدأ  العمل عليها سنة 2010 و تم تشييدها على مساحة شاسعة، فكانت سرحا أكاديميا فخما ، فاره الضخامة، المكان  اللائق بالباحثين و الأساتذة و أهل العلم و المعرفة. 

تلك نماذج من الإنجاز الكثيرة و الكبيرة  التي حققها ولد عبد العزيز في قطاع التعليم في النصف الأول من مأموريته الأولى، لنا أن نفخر بذلك ولكم أن تقارنوا هذه الإنجازات بالانجازات الهزيلة للنظام  الحالي والتي تبدأ غالبا بالتسويف و التسويق و تنتهي بانجاز واحد أو نصفه، يشفعه من يسوقه بكلمة: "و غيره كثير".. "هذا قليل من كثير" .. وفعلا هو قليل من كثير التعهدات المحتجزة - لحد الساعة - في زجاجة التمني. 
و يبقى الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز أين ما وجد حرا محلقا بين إنجازاته العظيمة في أذهان كل أحرار هذا الشعب، بينما تقبع تعهدات النظام الحالي خلف قضبان التسويف و التأجيل و الانتظار.

حذاري عيون الجياع ترمقكم بغضب!