بنشاب : مدينة بنشاب زهرة تيجيريت المتفتقة، ونبع الحياة الوحيد بين أطراف صحراء شاسعة، تعاني منذ فترة من تجفيف ممنهج لعروق أسس البقاء: الماء والكهرباء، وهي المشيدة على سطح أعذب بحيرة في الوطن، والمجهزة بأكبر المولدات الكهربائية التي تكفي لمدينتين بحجمها.
أصبحت فتية المدن المعاصرة بنشاب تعيش شحا غير مسبوق في المياه انعكس على مزارعها و أشجارها ففقدت نضرتها وخضرتها، وفسد حصادها و تعطلت مصانعها وهي أكبر مدينة تصدر المياه المعدنية منذ عقود من الزمن لبقية بقاع الوطن.
ينتظم خنق باسمة الوجه بنشاب بقطع الكهرباء عن ساكنتها كل مساء على تمام الساعة السادسة لتبيت في ظلام لا ينيره سوى معانقتها تليد ماضيها و مقتبل مستقبلها، ليعود التيار الكهربائي عند الساعة السابعة صباحا.
وكأن ليل الواقع يمضي في أحضانها أماسي الأنس ترفا وهروبا من زحمة بقية الكون.
فهل وصل الاستهداف بالقوم درجة دس سم التخريب في زجاجات المدن خاصة الشمالية منها؟!
من ص/حسن أمبيريك