بنشاب: أفقت ومعاوية يحكم ؛ وكنت أسمع في صباي عن مدير الأمن بصفة خاصة وطغيانه وفساده واستيلائه على المال العام بشتى الوسائل ؛ مع المكاء والتصدية والثناء والتبجيل للرئيس وأنه مثال في الديمقراطية والنزاهة والكرم .. إلخ.. وحين وقع انقلاب 2005 قيل لقد وصل أعتى المجرمين إلى الحكم ولن يتركه ما دامت روحه في جسده ؛ فتنازل عنه طوعا لولد الشيخ عبد الله رحمهما الله بعد انتخابات لم يترشح لها " المجرم المزعوم " فيما لم يسبقه إليه في العالم الثالث غير سوار الذهب فصُوِّبت المرايا نحو السيدة الأولى وجنرال في الجيش ( منت البخاري و ولد عبد العزيز ) ولا يجمعهما إلا شيء يُراد ! ؛ فحُمِّلا كل أخطاء الرئيس الذي رشّحه الأخير ودعمه فكافأه بنزعه بمَكْر مكره في المدينة ليخرج منها أهلها ؛ فما كان من عزيز إلا أن أعاده سيرته الأولى فأُنشئت لجنة ( وطنية ) : منسقية الدفاع عن الديمقراطية في سابقة سياسية وتوحٌُدٍ عجيبين في البلد وبعد أن كانوا مشردين بين السجون والمنافي لمن يطلب منهم أكثر مما يستحق ثمنا لِذمّته ؛ أصبحوا صفا واحدا كالبنيان يشد بعضه بعضا وأشار الخنصر والبنصر والوسطى والسبابة والإبهام إلى الرئيس رغم التحسن في كل قطاعات الدولة فالمنسقية ( لوطنيتها ) ولسان حالها ليُخرجنّ الأعز منها الأذل ؛ ركبت كل موجة وتبعت كل ناعق وسلكت كل سبيل من الربيع العربي والثورة وعجز الرئيس وتحريض الجيش ودول الخارج ؛ كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأض فسادا ؛ وما إن سلّم الحكم لمن لا يختلف معه (في الظاهر) إلا في الهوية حتى نقضت المنسقية غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذ أيمانها دخلا بينها أن تكون أمة هي أربى من أمه !
بل أصبحت ظاهرة فريدة لم يُخلق مثلها في البلاد : معارضة لحكم سابق ؛ بل لشخص حكَم البلاد عقدا هو الأكثر تميّزا في تاريخها بدأه بحوار معهم وأشركهم في الحكومة التي كانت محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ؛ وختمه بانتخابات لم يترشح لها احتراما لعهده وقسمِه ودستور البلاد وللعهد والقسم والدستور عنده مَعَان ؛ رغم مطالبات بالليل والنهار سرا وعلانية لا تحصى ولا تُعد رسمية وشعبية وحتى دولية وغير ذلك ؛ بل سلّم الحكم طوعا لمن اختاره الشعب ومِن نافلة القول أن الشعب اختاره لأنه ولأنه فقط دعمه هو فظنوا أنه امتداد لنهجه ؛ ولو أُجْريَ اليوم استطلاع للرأي لرأيتم العجب العجاب !!
وبعدها أصبح مدير الأمن شريفا وجنرالات الجيش معززين والمرأة الأولى مكرمة ؛ فتبينَ أن ما يحز في نفوس ويغض مضاجع وينغص عيش هؤلاء ليس الفساد لا في إدارة الأمن ولا المرأة الأولى ولا الجنرال ولا حتى ( الرئيس ) الحالي ؛ ويَنعقُ بادي الرأي أنّ الأخير حفظ العهد للرئيس السابق حين أصيب وذهب للعلاج ولم ينقلب عليه وهو الذي لا يجرؤ على تهنئة شعبه بحلول شهر مضان أوفِي الأعياد ؛ بل يكتفي ببيان مكتوب له ؛ وما لا يدركونه أن الانقلابات لها رجالها ! لكن عين الرضى عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساوئا ؛ والرئيس الحالي يعلم أكثر من غيره أنه لولا الرئيس السابق لما فكّر أصلا حتى في رئاسة بلدية بومديد ؛ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم !!
ولكم في ردود الأفعال على أحداث هي غيض من فيض ؛ أمثلة غريبة لحاجات في نفوس يَعاقيب :
١ ) أُصيب الرئيس السابق بطلق ناري ويُعتبر هو نفسه ( السبب ) في نظر ( الرأي العام ) ، ادُّعيَ كل ما دون أن يكون أطلق النار على نفسه ؛ رغم أن الرجل كان بين الموت والحياة ؛ كان الهمز واللمز والتشفي والأيمان والنذر هم السادة في الموقف !
٢ ) اتهمه نائب فرنسي بالفساد واعتذر ، رغم أن الاتهام من رجل مجروح الشهادة في قومه ولا تُقبل له شهادة أبدا ، لكننا لا نكاد نسمع إلا عن الاتهام ، والمجروح عند المرجفين في المدينة هو اعتذاره !!
٣ ) وظّفوا الخارج والداخل والمال والرجال والإعلام والأزلام ليسوّقوا فضائح التيدره والسنوسي وآكرا والذهب والمليارات والشاحنات وغير ذلك مما زُيِّن في قلوبهم ؛ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا !!
٤ ) يُذكر العلماء والشرفاء والمجاهدون ضد الاستعمار والشعراء والمثقفون في الإعلام الرسمي والحر من معارضة وموالات و(محائدين) فيُذكر من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا يغيب أقصد يُغيَّب الا الذين ظُلموا والله على نصرهم قدير رغم حضورهم القوي في كل المجالات ؛ بل الأقوى في جُلّها !!
٥ ) أُنشأتْ جامعة نواكشوط الجديده !
٦ ) أُمّمت الخطوط الجوية الموريتانيه !
٧ ) طُرد اليهود من أرض المنارة والرباط !!
٨ ) أخرج الله من فضله الذهب لخلقه ؛ ولأنه صادف حكم رجل ممن يُخاف أن يُبدلوا دين أهل موريتانيا وأن يظهروا في الأرض الفساد : اتهموه برميه في التراب ! شيئ ينكره العقل والمنطق بل يأباه أكثر المنقبين سذاجة !!
٩ ) يَدَّعي الشرف في البلاد عشرات القبائل بل المئات صادقين وكاذبين لكننا لا نسمع طعنا إلا في شرف مَن بلغ أن يسميهم البعض يهود موريتانيا : افتح الرابط : (http://galilio-rim.blogspot.com/2009/05/blog-post_7864.html?m=1) ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها حسب آمريكا ولا حق لِ(صهاينة البظان) في (البركان الهائج) في ذلك ؛ رغم أن شرفهم هو الوحيد الذي حققه وشهد له مئات العلماء والمؤرخون والصالحون والطالحون قديما وحديثا من الأعداء قبل الأصدقاء ولا يتّسع المقام ولا المقال لذكرهم أحرى ذكر تحقيقاتهم وشهاداتهم وفِي الرابط نفسه في التعليقات والردود على المستهزئين : شهادات عشرات العلماء والمؤرخين المبرَّزين على شرفهم ؛ قل استهزءوا إن الله مخرخ ما تحذرون !!
١٠ ) أُنشئ مطار بمعايير دولية على يد رئيس ممن لا يسأل النبيُ صلى الله عليه وسلم أجرا إلا المودة فيهم ؛ ولأن صفقة المطار أعطيت لرجل من غيرهم لم يجدوا للنيل منه إلا طعنا في تسميته وإن كانت رمزية !!
تلك عشرة كاملة بأرقام مشرقية وتليها عشرة كاملة لمن يُفضل الأرقام المغربيه !! :
1- طَبْع المصحف الموريتاني
2- ضَبْط الحالة المدنية بطريقة بيومترية دقيقة
3- تسوية الإرث الإنساني
4- القضاء على أحياء الصفيح
5- ربط المدن بطرق ذات معايير مناسبه
6- إنشاء المستشفيات وترميم وتجهيز ما كان موجودا منها بالمعدات اللازمة الحديثة
7- فتح القنوات والمواقع الحرة والمعارضة حَدّ البذاءة والإفك والبهتان حيث بلغت حرية الرأي المدى ومن شاء يقول ما شاء حتى في السلطة التي لا تضايقه بل تحميه !
8- بعد أن كان الجيش يُذبح في الحوزة الترابية بات يخرج عشرات الكلمترات لتأمينها وتأميننا بإذن الله وفضله !
9- وقد قال الرئيس السابق قبل ذلك إذ لم تتبين له مصلحة وطنية : لا بملئ فيه في وجه ماكروه لما حشد واحتشد وحشر فنادى ؛ وقالها قبل ذلك لعاصفة حزم السعوديه إذ كانت تدفع ما لم ولن تدفع لغيرها ثم يتّهمونهُ بقطع العلاقات مع قَطر لأمرها !!
10- أطلق سراح العلماء وأشرس المعارضين له و الانقلابيين وتكفلت الدولة بعلاج بعضهم !
وفتح قناة المحظرة وتخصيص رواتب للأئمة وفتح حوانيت أمل للضعفاء والمحتاجين وبحيرة الظهر وإنشاء المقاطعة التي أعادت نشاط الولاية الأولى ،
غضضتُ الطرف مخافة الإطالة ولعلها وقعت ؛ عن كثير مما أنجز الرئيس السابق ولا يضاهيه إلا ما حقق معنويا لمكانة البلاد وهيبتها ناهيك عن المشاريع العملاقة قيد الإنجاز بدراسته وتمويله وأحيانا مجسماته مما جعله النظام الحالي قسمة ضيزى قد ينجز منه شبه مشروع هنا أو هناك ليذكره ويشكره من كان ولا بد ذاكره أوشاكره ممن جعل ثروات الشعب دولة بين الأغناء منهم ثم يُذكر ويُشكر لمضايقته للرئيس السابق ومحيطه حدّ هدم المنازل وحتى التشفي بوفاة والدته رحمها الله : وذلك من قِبَلِ :
تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ !!
ومن عجيب عاقبة مكرهم ومكر الله تعالى أنه وبعد كل الغدر والمكر والتضييق والتلفيق والتشهير والتزوير والوعيد والتهديد والإحالات والاعتقالات : يخرج الرئيس الحالي على قومه في زينته بمنصبه الأسمى وبغضّه وغضيضه وبحمايته ودعايته وهو خارج ليوزّع مالا أو يمنح جاها أو يُقلِّد منصبا فيُتصدى له بالحجارة والصفير والأصفار ؛ فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين!!
ثم يخرج في اليوم الموالي الرئيس السابق أعزلا ومعزولا راجلا صابرا مقبلا غير مدبر نحو إدارة الأمن ليوقِّع مُكرها (مخافة أن يَفِر) وفَورَ خروجه ينقلب مسيرُه فردا موكبا مهيبا صاخبا بِهُتاف الصبيان وزغاريد النساء وتحيات الرجال وأدعية الكهول ؛ وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط !!
( مجرد رؤوس أقلام ) مما لا يمكنني حصره ولا يسْطِعون نفيه ولا يستطيعون عليه صبرا : من أحداث مشرِّفة للوطن ورافعة لرؤوس كل أبنائه ولم نسمع عنها إلا بشكل باهت ولحظة حدوثها ، فلا يراها من يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله إلا أحداثا مضت والوطني عندهم هو من ينجح في الطعن في أي منها ولو بطريقة غير مقنعة أو سطحية بل ركيكة غالبا ؛ فيما لم يعد أكثرهم خبثا ومكرا وخداعا قادرا على كتمانه حتى بإخفاء النّيات واستعارة الأسماء وتعدد الوجوه ؛ فلا يطفوا على سطوحهم إلا ما في قلوبهم المريضه وما تخفي صدورهم أكبر !!
ولقد وجدت رصاصات الطويله ولجنة " التحقيق " واتهامات مامير من الزخم ما لا يمكن مقارنته باستقلال البلاد وتشييد مطارها واستضافة القمة العربية الأولى فيها ؛ بل كانت هذه الأحداث بَقرًا لبني إسرائيل وبُقِرَ الحديث فيها ما لم يُبقر في غيرها وتولى كبراؤهم كبره !!
أما ملف العشرية فقد صار بِعُجَرهِ وبُجَرهِ القطرة التي أفاضت كؤوسا والقشة التي قصمت ظهور أباعر وأسقطت كل أوراق التوت عن هؤلاء الذين ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون !!
ذلكم نزر قليل مما أراه وأسمعه يوميا منذ عشرات السنين ممن أهانهم الله بالحقد والحسد والبغضاء لِمعْشرٍ حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم منجى ومعتصم ؛ ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ! ولا يُذكّرني إلا بالارهاب والإسلام وتطابقهما عند الغرب وشركائه ووكلائهما ؛ غير أنك تجد شذوذَ إنصافٍ ما في قضية الإرهاب ولو خجولا وفي عزلة وتجريم من العالم ولكن الأمر في موريتانيا هو القاعدة الوحيدة التي لا يؤكدها استثناء ولا مجال للمساومة فيها من المثقفين و(المتدينين) والعلماء قبل الجهلاء والكبار قبل الصغار !! لهم قلوب آل سلول وألسنة أهل اليمامة وعيون ابن العلقمي ؛ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا !!
فقافلة أشراف موريتانيا تسير والكلاب والجراء تنبح وتعوي كما تسير قافلة الاسلام وينبح ويعوي الكلاب والجراء ممن يرونه إرهابا !! قال تعالى " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم !! قال النبي صلى الله عليه وسلم أيدع يده في فيك تقضمها كما يقضم الفحل؟!
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا !!