الوجه الآخر للبؤس

ثلاثاء, 08/06/2021 - 22:18

بنشاب: ملامح البؤس التي نراها في الشارع، هي سبب من أسباب الفساد.
و أي انجاز يفتقد مقومات بقاءه، هو بالنتيجة فقاعة مثل من يسوق للفساد على أنه إنجازات و يمُنها على الشعب.
لا يكفي أن تراكم قلة ثروة من المال في شارع التجار بالعاصمة ، أو يتنافس بعض مسؤولي الدولة لبناء عمارات و فلل لأسرهم في تفرغ زينه،  أو تقوم الحكومة بإنشاء طرق يطول الحديث في ما يتخلل منحها من تلاعب وفساد، لنقول إن البلاد بخير.
لماذا يهتم "المطبلون" للوهم فقط بالجزء الأقل الذي تتركز عليه الأضواء  و يهملون خلفية الصورة المعتمة، حيث يعاني غالبية هذا الشعب الطيب من البؤس و الفقر المدقع و يوشك أن يقع قريبا في براثن الجريمة بشتى أنواعها.
عندما يتحدث "المطبلون" عن العمل و تتقاعس الدولة عن تنظيف الشوارع، ليأخذ دورها بسبب الحاجة أطفال صغار على عربات حمير، ثم لا تسأل الدولة، هل  دفعتهم ظروف عوائلهم للبحث عن لقمة العيش من "المزابل"  وما إذا كان هؤلاء الأطفال سيتحولون إلى "حقل تجارب" للجريمة المنظمة؛ و هم في النهاية ضحايا الغبن و تركيز الثروة بيد أشخاص قليلين، لا يهمهم حياة شعب و لا مستقبل وطن.
عندما يحدد الفساد و حلفاؤه شكل الإقتصاد و يصبحون هم وحدهم من يتحكم فيه؛ يراكمون الأموال في التجارة فقط لنهب قوت الفقير و يدمرون إقتصاد البلد لأنهم يفتقدون لأي رؤية لبناء اقتصاد الإنتاج العادل و توزيع الثروة على الجميع و ترسيخ ثقافة العمل الحر و المنافسة النزيهة.
عندما يعترف المسؤول بأخطاء من سبقوه و يكررها و ينخدع بما يروجه  "المطبلون" السابقون اللاحقون؛
فتاكد أن الوطن مازال رهينة في يد الفاسدين
#نريد_وطن

سيد أحمد ابنيجارة