بنشاب: افلاش
حتى معاوية كان فطنا في هذه بذكاء ولباقة..
واضح أن المحيط الإعلامي القريب من الرئيس بين أحد أمرين؛ إما أنه فريق جاهل بفنيات الصورة والإطار واهميتهما أو انه يعبث بكل بساطة .. أو احتمال ثالث يبقى واردا وإن لم يذكر هنا!
ليس من اللائق مطلقا أن يقدم رئيس إلى ساكنة اقليم أو ولاية قد احتشدوا له في حر الشمس لساعات ثم يلقي خطابه مديرا ظهره متوجها نحو القادمين معه والرسميين في خيم ذات ظل! الأمر أشبه بأن تعقد اجتماعا جانبيا تحت مطنبة خيمة أحدهم مديرا ظهرك لأرحَّال وكأنك لا تخاطبه في بيته!
كان لسان الحال يوم أمس في حفل تنبدغة أن الجماهير المتعبة تقول للرئيس وهي ترى ظهره وهو يحدث وفده وحشم البروتوكول القادم معه أو في رفقة الوفد: كأنك تتبنى مقولة شطر الكَاف المعروف من امريميده في شور البادية :
أللا انتيَّ وامناتك -- وامناتك انتِ وانتيَّ
كان من ذكاء ول الطايع ومدنيته - على سوء عهده - أنه يلقي خطاباته في جماهير الأماكن المزورة وهو متوجه نحو مستقبليه مباشرة وواقف ضمن حضور المنصة في مكان جلوسه في الوسط فيشمل الناس قربا وتوجها؛ فيحقق بذلك غايتين : أن يكون لبقا مع المضيفين فهُم الوجهة في الخطاب ولكي يرى ردة فعلهم على الطبيعة ايضا + أن يكون قريبا من مستشاريه وفريقه حتى يستعين في ثنايا الخطاب بمعلومة أو يصحح أخرى بيسر ومرونة!
أن لا ينتبه فريق الرئيس الحالي لذلك فيجعلوه يلقي خطابا مديرا ظهره نحو الرسميين في الظل والجماهير في الخلف تحت الشمس، ويلقيه وهو منفصل عن إدارة ديوانه ومرافقيه المدنيين (ومنهم الوزراء المعنيون بالشأن) فذلك خطأ مضاعف: نقص في اللباقة شديد اتجاه الجماهير + انفصال مؤقت للرئيس عن مساعديه وتعرض لفراغ من تأطير مساعديه عند أي موقف تلعثم متعلق بمعلومة أو شيء من ذلك القبيل يحدث عادة ..
ليست الاولى اعلاميا في سجل الهفوات؛
أذكر هذا وأضيفه لسياق متصل مثل التغريدتين في شأن الحادثين المؤلمين الشكات وطريق بتلميت:إذ يبدو أن اعلاميي القصر أيضا أوقعوا الرجل في خرجة غير لبقة فأهالي الضحايا ليسوا تويتريين وتلك المنصة أصلا ليست ذات اقبال محليا كما أن مقام الفاجعة لم يكن مناسبا له ذلك المقال الجاف الأكثر من عادي والذي جعل من الرئيس مدونا يعزي في خبر قرأه وليس رئيس دولة يتعاطى مع حدث جلل.
لست أدري أهو جهل من المحيطين به أم عبث أم دفع للرجل نحو مقامات إحراج بدافع آخر في الخلفية
#إلذاك
من ص/ عبد الله ولد محمد