بنشاب : وجه إلى أحدهم كلاما فهمت منه أنه يستنقص من تاريخ نواكشوط خصوصا بلوكات و كأنه لا ينظر إلا للحجر الذي هدم فقط.
لهذا الأخ أقول إن بلوكات و معظم أحياء نواكشوط شكلت نمطا من التعايش بين مكونات المجتمع الموريتاني رغم ما تخللها من عوائق. أنظر مثلا الى بلوكات كانت تأخذ حيزا جغرافيا صغيرا تتعايش فيه 120 أسرة في سلم و أمان و محبة لا يعكر صفوها إلا تهارش الأطفال في ما بينهم بعد ساعات يصفو الجو بينهم و يبدأون باللعب بفرح و سرور.
لنأخذ الجزء الأول من بلوك3 الذي يتكون من ثمانية منازل:
أربعة فوق و يجمعهم سلم واحد و ممر واحد.
أربعة في الأسفل كل أسرتين تشتركان في غرفة تحت السلم معهودة لتتخذ مخزنا كانت في الاغلب تتنازل إحدى الأسر عن نصيبها للأخرى لتتخذه دكانا أو لغرض آخر.
تحت السلم مساحة اتخذت منها جميع الأسر مكانا مشتركا لتنمية الحيوان.
هذه الفسيفساء الجميلة المرصعة بجميع مكونات شعبنا جعلتني أحن لما افتقدناه من خير في مجتمعنا الذي انتشرت فيه العنصرية البغيضة و أصبح الشخصان لا يطيقان التعايش في مساحة واسعة بينما كانت عشرات الأسر من كل الأعراق متآلقة و متجانسة في حيز ضيق.
أرأيت أيها المثبط قيمة تاريخ بلوكات؟
لا يسعني هنا إلا أن أشكر كل الذين شجعوني على هذا الجهد المتواضع و أولهم الأخ البروفسير Boullahi Mohamed Abdallahi
في الصورة يظهر الممر الذي يوحد المنازل العليا و في الأسفل المخازن التي عادة تتخذ دكاكينا.
تحياتي للجميع
محمد الأمين أحمد بلاهي