بنشاب/: طالعتنا منذ ايام مقاطع عديدة من تسجيلات صوتية لعدد من المسئولين السياسيين والإداريين وغيرهم ممن يدور في فلك "النخبة" التي تقود البلد وتتولى تسيير شأنه وهي في مجملها صوتيات واضحة وصريحة لمحادثات ثنائية خاصة بقضايا الوطن وتوجيه اهتماماته وإدارة شأنه ومتابعة قضاياه ، وقد كشفت تلك المقاطع الصوتية عن مدى عبثية تسيير المشاكل المطروحة وحجم التلاعب الفاضح بمصالح الوطن وآمال الشعب و عن مدى استغلال المناصب سياسية كانت ام إدارية في تصفية الحسابات و تشويه الخصوم وعن مستوى غياب أي صفة للروح الوطنية و عن غياب أي وازع ديني او تحفظ أخلاقي ، حتى كأن المحادثات الثنائية تدور بين افراد عصابة لا علاقة لها بوطن استحفظت عليه و حمّلتها جموع شعبه مسئولية انابتها في صياغة قراره و حسن تسييره وشمولية توزيع منافعه وكان الله عليهم اكبر الشاهدين .
كشفت الصوتيات الثنائية عن ضآلة تحمل الهم و تعمد استغلال الوطن ضد خصوم إخوة الوطن وضد رموزه الذين رفضوا مساومة الرجعيين والانتهازيين وأحدثوا نقلة نوعية على عدة أصعدة خاصة في مجال الحريات وتدعيم أسس الجمهورية والانجازات ؛ ونجحت مقارباتهم في بسط الأمن ولجم المفسدين وحصر الفساد كظاهرة في زوايا ضيقة وهي الأفعال التي رأت مجموعات من ضعفاء النفوس ومرضى الضمائر انها افعال مجرمة بقوة حبك التحالفات وبخبث ادارتها وهي صفات اكدتها التسريبات كما اوضحت ان اصحاب الملفات الحساسة مجرد بيادق في لعبة شطرنج يقترحها اكثر من متحكم عن بعد في خيوط اللعبة التي انتهكت قانون المواطنة وخانة امانة التكليف وشهوت تقاليد الرفاق وفضحت ضعف تمثل قيم امة الإسلام من مصادر ظلت الى عهد قريب منارات إشعاع وقبلة الراغبين في النهل من معين علوم السماء و سلوك الأتقياء وحكايات فضل الأولياء .
تعمد البعض الإحجام عن الخوض في هذه التسريبات بعد ان كانوا يعقدون الندوات والمهرجانات لتحليل حالة رجل مريض او لحماية مغامر احرق على الملأ مصادر معارف البعض و متون الإسلاف ، غير ان اصداء صوتيات القوم لا تزال تتردد بوضوح في آذان العامة ومع كل تكرار تزداد علامات الإستفهام ويطول انتظار ما ستتخذه السلطات في حق الطائفة الخارجة عن العرف والقانون والمتلاعبة بمؤسسات الدولة وحريات الآخرين ؛ وهو ما سنحاول رصده في تتبع ردة الفعل الرسمي و السياسي من اعتراف بعض قادة الرأي بالجهر بالسوء والتآمر قصد استنزاف خيرات الوطن وقصد إلحاق الضرر بالأبرياء
الفتاش