بنشاب: من الهموم المؤرقة للمواطن و التي تغض من مضجعه ارتفاع أسعار المواد المعيشية و الإستهلاكية الضرورية و التي يحتاجها هذا المواطن في قوته اليومي و معيشة أسرته.
فلا يخفى على أحد معاناة شخص يكد و يكدح من الصباح الى المساء للحصول على ادنى قدر من متطلبات الحياة المعيشية الضرورية لحياته، و بالكاد يغدوا بعشاء و غداء يوم الله أعلم بما سيحل فيه، وهنا لا فرق بين مواطن متوسط الدخل و آخر أقل من ذلك سواء يعمل بمؤسسة عمومية او خصوصية فالراتب عموما غير كاف...
اما المواطن العاطل عن العمل لعلة او لغيرها فحاله في أعلى قمة الحرج و المشقة و الذل و الهوان...فلا المساعدات المقدمة، ان وجدت (قسمت مرة واحدة و كانت في قمة الإستهزاء بالمواطن و الذي لم يحصل عليها ربع المقرر استفادتهم منها من الدولة و بالكاد تكفي لسد حاجته في اسبوع فما بالك بالشهر و السنة حتى الآن).
اما الفئة الأخرى من المواطنين فهي غائبة تماما عن المشهد فلا تدري ان كان المواطن يعاني غلاء أسعار او غيره أو ان مواطنا يعيش أحلك الظروف بسبب الجائحة و ضيق اليد...
و قد بدأت أصوات المواطنين تعلو رفضاً لارتفاع الأسعار واستغلال التجار للأوضاع الحالية، من اجراءات احترازية لمنع تفشي الجائحة و التي كان لها تأثيرات اقتصادية طالت و مست مباشرة فئات أصلا لا محل لها اقتصاديا، كأصحاب الحرف و المهن الحرة و التي تأثرت كذلك بحظر التجوال حيث جل عملها ليلا...
فقد شهدت الآونة الأخيرة ارتفاعا مهولا للأسعار، حيث ارتفعت أسعار السلع بنسب وصلت إلى 300%(عند كتابة السطور بعد عودتنا من جولة في السوق)فكلغ الجزر بلغ450أوقية قديمة بعد ان كان ب180الى200أو.ق...الدجاج وصل اليوم 12000أو قديمة بعد ان كان في ارفع اسعاره لا يتعدى 8000أو لصندوق العشرة كيلغرام السكر الزيت فحدث و لا حرج، الأرز الخنشة وصلت 18000الى 20000أو...
ومن بين السلع الضرورية التي تضخمت أسعارها تأتي اللحوم كذلك، حيث تخطى كيلوغرام اللحم من الغنم 2500اوقية ليصل كلغرام لحم الإبل حاجز ال2000 أو...بدل 1600/1700أوقية... اما الدجاج فالسعر جنوني2000بدل ال1500اوقية للفرخ الواحد...
التضخم طال البيض و منتجات الألبان و مشتقاتها.
زد على ذلك، فبعد الزيادة الكبيرة في الأسعار، سجل مؤخرا وجود ندرة في بعض السلع، بسبب توقف أعمال عدد كبير من المستوردين والمنتجين لأسباب تتعلق في بعضها بالظروف المصاحبة للجائحة، و للحد منها، كما يلعب احتكار التجار لبعض السلع دورا كبيرا في ذلك .
كذلك تقليص الدعم الحكومي الموجه لتعضيد أسعار السلع والخدمات، خصوصا ان الدولة لديها من الموارد و حصلت على الكثير من المساعدات، كل هذا يمكن ان يساعد على التخفيف من عبئ هذا الإرتفاع المهول للأسعار و معاناة الطبقات الهشة من هذا...
إذا هذا الوضع ساهم مساهمة فاعلة في التضخم وتردي مستوى معيشة عشرات الآلاف من الأسر في بلادنا.
فأين صندوق كورونا؟؟؟
و أين تدخلات تآزر الخجولة و المحدودة، و التي يصدق فيها المثل""أسمع جعجعة و لا أرى طحينا"؟
و أين الرقابة على السوق و لماذا التجاهل و التغاضي و كيف تفسر الوزارة و هيئات الرقابة و المتابعة المختصة ذلك؟؟؟
تجدر الإشارة إلى أن شكاوي المواطنين من الارتفاع المطرد في أسعار المواد الغذائية تأتي في وقت ارتفعت فيه تكلفة المعيشة بشكل حاد في الأشهر الأخيرة في بلادنا ووفقًا لبعض التقارير، فقد وصل خط الفقرالى أعلى مستوياته هذه السنة تحديدا، رغم الموارد الطبيعية التي حبى الله بها بلادنا من شواطئ غنية و مناجم الحديد مع ارتفاع اسعاره و كذا الذهب و ارتفاع كذلك سعره، و النحاس و التنقيب السطحي و الغاز و البترول...
أخيرا فقد أشارت مجلة "الإيكونوميست"، في تقريرها السنوي حول ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في مختلف مدن العالم، خلال أزمة كورونا، إلى أن بلدانا من بينها بلادنا تشهد أكبر زيادة في تكاليف المعيشة اليومية في العالم.
فأين التعهدات...فقد بدأ الكثير يظهر على قارعة الطريق!!!