تحية طيبة..
كما وعدتكم بمواصلة سلسلة منشورات عن دور"رجل الساحل القوى" أو "داهية الساحل" الذي حير الأنظمة الغربية المهتمة بأمن المنطقة قبل أهلها، وأربك حسابات القاعدة وحشرها في الزاوية، حاكم موريتانيا القوي خلال الفترة مابين 2009-2019..
سأخصص هذا الجزء لعملية الصحراوي
كان الجنرال خارجا لتوه من معركة تشريع حكمه عبر انتخابات يوليو 2009، وحين بدأ يرتب بيته السياسي الداخلي لتنفيذ سياساته باغته أحداث أمنية لم تكن في الحسبان،- ومن الصدف أنها من ضمن أخرى برر بها انقلابه على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله، الذي دعمته عليه فرنسا ساركوزي-، ألا وهي اختطاف رهائن أسبان وضح النهار و في شهر الاستقلال وعلي طريق سيار يربط بين أكبر وأهم عاصمتين في البلاد"السياسية نواكشوط، والاقتصادية نواذيبو)، فكانت هي الاختبار الأهم والأصعب لرجل قريب عهد باقناع الجميع بفشل سياسات سلفه الأمنية، فكيف تعامل الرجل معها؟
استنفر الداهية أجهزة مخابرته بشقيها المدني والعسكري التي توصلت إلى معلومات دقيقة أن هذه العملية تحمل بصمات رجل خبير بالصحراء الكبرى واسرارها الجغرافية، وتعتمد عليه القاعدة والمهربين في نشاطاتهم بها، إسمه عمر سيد أحمد ولد حمه الملقب بعمر الصحراوي..
وضع الرئيس خطته للإيقاع به، وكلف بتنفيذها المخابرات العسكرية، التي شرعت في بناء مطار "لمرية" في تلك المنطقة النائية البعيدة، وكان ضباط منهم يجوبون صحاري تيارت متقمصين دور الرعاة، يستغلون الجمال لتنقلاتهم والرعي لإبعاد الشبهة عنهم، ومن ورائهم سيارات مدنية تعود لبعض المدنيين من سكان تلك المناطق تراقبهم عن بعد حتى وصلوا إلى هدفهم بعد ثلاثة أشهر من البحث والتحري، ووضعوا خطة محكمة للقبض عليه الثانية فجرا نائما في خيمته البدوية بين تلك الرمال الموحشة..وأخذوه مباشرة إلى إحدى فرق الدرك الوطني بإحدى المدن، وعادوا إلى قاعدتهم في لمريه..
في تلك الأثناء بعث الرئيس بضابط كبير في الجيش في مروحية عسكرية لجلب الصيد الثمين، الذي باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق معه والتي زودها بكم هائل من المعلومات قبل أن تطلق سراحه في صفقة الاسبان..
طالب الغربيون به أو بالتحقيق معه، لكن #عزيز رفض طلبهم رفضا باتا، معبرا عن استعداده في نفس الوقت بتزويدهم بكل ما يريدون من معلومات..
بدأت المفاوضات مع القاعدة التي انتهت باستبدال الرهائن بالصحراوي الذي لم يكن عزيز يريد إطلاق سراحه لإداركه لخطورته في المنطقة، لكنه استجاب مكرها لشروط القاعدة، ليباغتهم بضربة لم ولن ينسوها، حين قصفت مروحية موريتانية كتيبة القاعدة التي تسلمت الصحراوي دقائق قليلة بعد عملية التبادل.، وهي العملية التي ظلت قيد الكتمان حتى صرح بها #عزيز في برنامج تلفزيوني ردا على سؤال للصحفي محمد محمود أبو المعالي عنها، رد بمايلي" أهيه اعطيناهم الصحراوي وصيفطناهم إملي) بمعنى انهم قصفوهم بعد تسليمه..
يتواصل..
...........
في المنشور القادم..
دوره في انهاء أزمة الرهائن من الجيش المالي..
كيف اقنع الجزائريين باحتضان ملتقى الطوارق
رده على الرئيس الفرنسي حين طلب منه المشاركة في حرب مالي
تفاصيل ماجرى بينه وسفير دولة عربية اوقفت إحدى الكتائب بعض عناصر المخابرات التابعة لها على الحدود مع مالي..
طاب يومكم.