منحت صوتي في الانتخابات الأخيرة كأغلبية الموريتانيين للرئيس غزواني وقد أعطيته صوتي لسببين، أولهما خلفيته الصوفية (النشأة و التربية) وثانيهما مساره المهني المتميز.
لم يتكمن الرئيس للأسف حتى الآن من التحرر من خلفيته الأمنية ولم يستوعب بعد أنه الرئيس وأنه الشخصية السياسية الأولى في البلد، في حين أنه مازال يتصرف على أساس أنه مدير للأمن أو قائد للأركان، فالغموض وعدم استشراف المستقبل يطغيان على أداء الرجل.
السيد الرئيس،
تحدثوا مباشرة إلى الصحافة والرأي العام وانزلوا إلى الشارع وادخلوا الأكواخ المتهالكة وتبادلوا الحديث مع قاطنيها واشربوا معهم الشاي وقوموا بزيارات مفاجئة لمنشئات خدمية كبرى لتكتشفوا حجم التهاون فيها وحقيقة معاناة المواطن وزيف التقارير التي تصلكم.
السيد الرئيس ،
بعد وصولكم للسلطة كان هدفكم الأول والذي بذلتم فيه الكثير من الوقت والجهد هو إرضاء من عارضوكم في الحملة الأخيرة ودشنتم حملة لقاءات مع ما كان يسمى معارضة من سياسيين ومستقلين وكتاب، وقد نجحتم في إسكاتهم واستمالتهم واستخدمتم في ذلك أخلاقكم العالية وموارد الشعب من رخص وامتيازات و تعيينات منحت لهؤلاء بغرض احتوائهم.
لا أقول إن الإجماع الوطني ليس مهما لكنه لايجب أن يكون على حساب السكوت وعدم الدفاع عن مصالح المواطنين.
أين بيانات التنديد والاحتجاجات على واقع المواطنين، هل تغير حال المواطنين المادي إلى الأفضل أم حال من كانوا يصدرون تلك البيانات والمواقف؟ أترك لكم الإجابة عن هذا السؤال...
السيد الرئيس،
لابد من إصلاح جذري للتعليم ولا يعني الإصلاح بناء المدارس فقط وتغيير اسم وزارة التعليم عند كل تعديل وزاري إنما يعني:
- تغيير الواقع المزري للمعلم
- مراجعة المناهج التربوية مع الأخذ في عين الإعتبار التحديات التي تواجه الدولة في تلك المراجعة كالوحدة الوطنية ومحاربة الفساد.
- بناء مدارس بشكل قانوني (احترام مدونة الصفقات واحترام دفتر الالتزامات).
في ما يتعلق بالصحة فإنه لا يمكن الإصلاح في هذا القطاع الحيوي دون محاربة الأدوية المزورة وتوفير المختبرات لذلك وسن القوانين ذات الصلة أو إلزام الموردين باستيراد الأدوية حصرا من أوروبا.
لايمكن أيضا النهوض بقطاع الصحة دون توفير أجهزة عالية الكفاءة كي تساعد الطبيب على تشخيص المرض بطريقة صحيحة، ومازال للأسف اقتناء المعدات الطبية يشهد تلاعبا وتزويرا كبيرا كالأدوية أيضا.
السيد الرئيس،
ماتزال المحسوبية والرشوة والزبونية تنتشر في الإدارة، وما حجم صفقات التراضي وقيمتها الكبيرة المكشوف عنهما مؤخرا إلا دليل قاطع على ما أقول. ومازالت الوزارات والإدارات الكبرى في الدولة تعتمد على موردين خارج نطاق القانون.
مازال أيضا الاكتتاب خارج القانون وإقصاء أصحاب الكفاءات والخبرات هو الطاغي على المشهد.
وما تزال الفئات الهشة من جموع شعبنا الأبي تعاني الفقر و التهميش.
السيدالرئيس،
التحديات كبيرة جدا، والموارد متوفرة لكن الرغبة في الإصلاح والجرأة على اتخاذ القرارات والسرعة في الإنجاز وعدم الحرص على إرضاء الجميع هي عوامل لم تتوفر لحد الآن.
المهندس: إسماعيل السعيدي