[]١•/ على مقعد الرئاسة ،لما وصل ولد عبد العزيز إلى نقطة ما..لم يعد بمقدوره أن أن يخطو خطوة إلى الأمام في الانجازات التى لون بها موريتانيا .. أحس بأنه على مفترق طرق .. أحس بالفوضى المخيفة التى تشكل البنى الثقافية لمجتمع العنف ، حتى لتصبح الثقافة فى أحد وجوهها تشبه الفوضى أو الثورة .. و من أجل إعادة أوراقه القوية حتى يتسق الدور السياسي مع اعادة رسم سياسة أخرى جديدة وتثبيتها ضد المخططات الأخرى التى كانت تقودها المعارضة من جهة وتواصل من جهة ثانية وولد بوعماتو من جهة ثالثة الموشكة على الولادة !
——————
[]٢•/ فى هذه المعمعة الرهيبة بدت الثوابت الوطنية وكأنها فى مهب الرياح والعواصف التى تنذر بالخطر ، وأضحت الهوية الوطنية موضعًا للأخذ والرد والضغط على أوتار بالغة الحساسية . كان الظن وكل الظن أن المعارضة قد غدت قريبة من إثبات ذاتها .. فأحس العسكر بخطورتها المستقبلية ، فكان لا بد من البحث عن الجذور وهو المشهد جاء به ولد الغزواني و الذى سيطر على الاحداث المتسارعة هذه الايام ..
——————
[]٣•/ وبالطبع فأصل الأصول هو '' اللعبة السياسية المحكمة" التى تفرز الظاهرة ونقيضها ، ولكن الخيوط التى تشتبك و تتشابك منها حبال المشنقة لهذه المعارضة أكثر تعقيدا وحربائية و ذكاء من أن تفسح مكانا بارزا للألوان الأخرى المغطاة فى مهارة فائقة بالألوان السياسية والثقافية والدينية الأكثر بريقا .
——————
[]٤•/ لجنة التحقيق ..فى الحفر عند الجذور ، نجد أنها فتحت ملفات وازنة ضد ولد عبد العزيز وكأنها لم تخلق أصلا لإتهامه بقدر ما خُلقت لتبرئته .. فإطلاق الشائعات وتسريبها شيء متعمد .. لتأخذ زخمها الإعلامي ويقوم من خلال ذلك القطيع بدوره حتى اذا ماعبرت - الشائعة- كل الأراضي .. تلبس الحقيقةحذاءها وتفند كل شيء .. وهكذا يصبح إسم ولد عبد العزيز مُحاط بضوء سماوي خالد !
——————
[]٥•/ و في الحفر أيضا عند الجذور نجد أن اختيار أعضاء اللجنة لم يكن عشوائيا ولا وليد المصادفات ..فأعضاؤها ينتمون الى اتجاهات معاكسة ويشكلون رؤى متباينة ، ولكن رغم ذلك فلهم تاريخهم المعروف .. الامر الذى يعزز صدقيتهم عند المعارضة.. على حين فهم يدارون بطريقة لا اعرفها بالضبط ، لكنها لم تمض بهم فى خط مستقيم !
——————
[] ٦•/ إن هذا ''الشرخ''أو ´´الاستقطاب’´ الذى صاحب ولد الغزوانى فى معالجته للأمور و الذى أتكلم عنه فإنه ليس قائما إلا من خلال الزاوية التى أبصر منها . والمفارقة أن القطيع لم ير من نفس الزاوية هذا ' الشرخ' قائما وإن كان البعض منهم يضع على عينيه غشاوة سوداء .. ومن ثم فهناك شرخ فعلا يُبين وشمة العار على شريحة هشة هي النخبة بكل ألوانها وثقافتها .
——————
[]٧•/ لو أراد ولد الغزواني أن يفعل شيئا سيئا لولد عبد العزيز لفعل دون لجنة للتحقيق ، فلقد تهيأت له كل الأسباب والنتائج والدوافع .هذا طبعا من منظور أنهما خصوم واعداء، لكن ولد الغزواني ، ظل طول الوقت مغلولًا فى قيود غريبة عندما يتعلق الامر بولد عبد العزيز منذ بدأ مسيرة حكمه حتى أنه لم يستطع التخلص منها الى الآن . وحالت هذه القيود والأغلال بينه وبين الأبعاد المختلفة التى كان يمكن أن يصل إليها ، لو أنه لا يقف فى صف ولد عبد العزيز !
——————
[]٨•/ ربما يكون إسلكو ولد أزيد بيه هو الأكاديمي الوحيد الذى قرأ المشهد كما ينبغي .. فهو لم ينزلق الى ذلك المستوى الرخيص ولم يعرض أيضا بضاعته للبيع .. بل تطور بالرؤية التحليلية إلى رؤية جديدة أكثر تقدما .. و تجاوز المرحلة الضبابية بكل بساطة. ولهذا السبب نجده يقول فى احدى تدويناته '' يضحك كثيرا من يضحك أخيرا '' لو كانت هذه العبارة صدرت من أحد كتاب القشور لما لفتت انتباهي لكن ان تصدر من شخص مثله فهي تستحق أن تقف عليها طويلا وأن تنتفض الأقواس التى اكتنفتها !
القاضي مولاي أحمد