قليل من رواد الفيسبوك الموريتانيين من عرف أو حتى سمع بمرصة الداخلة. هذا السوق الذي شكل لبعض الوقت معلما بارزا من معالم العاصمة نواكشوط.
كان السبب المباشر لميلاد هذا السوق هو اندلاع حرب الصحراء وتقاسم المملكة المغربية وموريتانيا لأقاليم الصحراء، فكان نصيب هذه الأخيرة، وادي الذهب وعاصمته الداخلة التي نسب لها السوق.
بعد سيطرة موريتانيا على الداخلة جلب منها التجار مختلف السلع جيدة الصنع التي كانت تصدرها إسبانيا لمستعمرتها السابقة، فاستحدث السوق من بعض الاخبية والاكواخ شرقي السوق الأقدم، غربي مقر جمعية "Anciens combattants "، وجنوبي مكتبة GRALICOMA، وغير بعيد من المدرسة المعروفة ب " Ecole marché".
اشتهرت مرصة الداخلة بجودة بضاعتها، فكانت قبلة للزبناء ونسبت بضاعتها لمدينة الداخلة، فكنا نذهب لنشتري نعايل الداخلة واتراكَ الداخلة وغير ذلك.
و لكن عمر هذا السوق لم يطل كثيرا، فبعد مرور سنتين أو أقل على وجوده تعرض لحريق هائل قضى على جميع ما فيه، فاختفى كما اختفى سوق"لبناطر" الذي سُمي مكانه فيما بعد بسوق الشمس.
وبحكم قربنا من مكان الحدث كنت ممن شاهد الحريقين وألسنة اللهب تتعالى في ظلام الليل وأصاب الناس هلع عظيم في ذلك الوقت، وفي الصباح وفي كلتا الحالتين نجد السوق أثرا بعد عين.