بنشاب : سعاد أحد الأعلام العربية الشهيرة و هو في اللغة خلاف النحس و البؤس، و يعني اليمن و البركة، كما يطلق على نوع من النبات يتميز برائحته الطيبة، و قد كان اسم كثير من محبوبات شعراء العربية حيث ورد بكثرة في الشعر العربي من ذلك قول كعب بن زهير :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول
إلاّ أن كعباَ لم يكن يعلم أن إسم محبوبته سيصبح مصدر شؤم عند الموريتانيين متجاوزا كل الدلالات التي حملها في الماضي ليصبح آفة تصيب العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة في الصميم و ذلك حين يتسرب الملل إليها فيفقد أحد الطرفين أو كلاهما الرغبة في الآخر و تتحول العلاقة الزوجية إلى علاقة روتينية و يصبح (الصمت) اللغة الوحيدة لتصل العلاقة بالأزواج إلى البرود التام و يتحول كل منهما إلى مجرد خيال بالنسبة للآخر فيبحث عن حياة أخرى يبدد بها الملل..
هل "سعاد" مرض يصيب الرجال فقط ؟
هناك اعتقاد سائد في المجتمع الآن بأن الفتور العاطفي "سعاد" يصيب الرجال فقط و أن السبب فيه المرأة حين تتوقف عن الإهتمام بنفسها و بزوجها و تترك الروتين يتسرب إلى سلوكها و بالتالي إلى الحياة الزوجية، إلا أن المجتمع كان يعتقد أنها ظاهرة تصيب الرجال دون استئذان و لا يوجد سبب واضح لها قد تستمر أسبوع أو شهراً أو سنة فهي زائر لا يعلم متى يأتي و لا متى سيذهب، من ذلك قول أحدهم يحذر من "سعاد" :
ألا عس من سعاد
إمخيزية و أتف بيهَ
اتج للراجل فركاد
يصبح مرت ما يبغيهَ
في المقابل فإن النساء يرفضن أن يكن المصدر الوحيد ل"سعاد" و يكون الرجال هم الضحية و هو ما تؤكده السيدة (آ.م) حين تقول : هناك اعتقاد شائع في المجتمع بأن الرجل هو وحده من يشعر بالملل الأسري و كأن المرأة ليس لديها إحساس و لا تشعر به، صدقوني المرأة أحيانا تشعر بدرجة منه قد لا يشعر بها أي رجل في العالم و هو ما تنتج عنه تلك التصرفات الاستفزازية التي تثير جنون الرجل أيضا.
كيف سميت هذه الظاهرة ب"سعاد" ؟
تقول السيدة (ف.ع) : سعاد _ أعاذنا الله و إياكم _ هي حالة تصيب الرجل تجعله يفقد حبه و إحترامه لزوجته و تصبح كل حركاتها و سكناتها هما و غما عليه، فإذا كان رجلا كريما و ذو أخلاق حميدة فإنه يكتفي بالصمت و تجنب الحديث معها قدر الإمكان و إذا لم يكن كذلك فإنه قد يسئ إليها بالحديث و يعلق عليها و على تصرفاتها تعليقات موجعة قد تسبب الكثير من المشاكل و المشادات الكلامية فيشيع بين الجميع أنه "امسوعد" من زوجته، و يقال أن الأصل في إطلاق إسم سعاد على هذه الحالة التي تصيب الرجال أن أحد الأعيان كان مزواجا و كانت له عمة اسمها "سعاد" كانت تعيش وحدها في خيمة في طرف الحي و كان حين يمل إحدى زوجاته و يهم بتطليقها يرسلها إليها حتى تنتهي عدتها ثم يرسلها إلى أهلها فأصبح أهل القرية يدركون كلما أرسل إحدى زوجاته إليها أنه قد ملها و نوى طلاقها و من ثم أطلق هذا الإسم على الملل الذي يصيب الرجال من زوجاتهم..
و لعل ما يجري حاليا من حظر للتجوال و غلق للأسواق جراء كورونا كفيل بزيادة "المسوعدون" و كثرة المطلقات بسبب عدم قدرة الرجل على كسر روتين الحياة الزوجية و الخروج للتنزه إضافة إلى مشاكل أخرى عديدة في ظل الوضع الإقتصادي الحرج و هو ما من شأنه زيادة الطين بلة و إضافة وباء إجتماعي "سعاد" على آخر صحي "كورونا"...
خاص بموقع "السبيل"..