منذ 2011 حملتم أقلام رصاص بكواتم الصوت.. كمنتم بين علامات الترقيم، وقلبتم الحطة حنطة، ونطقتم السلام سِلاما.. نحرتم النصوص، وبترتم الجمل تصيدا لسبق قلم، واقتناصا لزلة لسان، أو تأويلا لمحكم بيان.. كل ذلك لهاثا خلف هدف نبيل: إسكات الكنتي. جربتم الوساطات، وركبتم الضغوطات.. وعدتم في الخفاء وتوعدتم في العلن.. شتمتموني في البرلمان،
وشكوتموني إلى رؤسائي (جزَى الله النائب الخليل ولد الطيب، والوزيرة بنت التقي خيرا؛ فقد قمعا غلام الكسرة والرشاء.)، وحرضتم علي في "منابر الدعوة"... كل ذلك خوفا من مقالة تكشف تناقض مواقفكم، وتهافت حججكم... وقد حرتٌ والله في أمركم؛ إن غبت اغتبتم، وإن عدت جزعتم!
تسلحون على رئيس بسط عليكم جناحه، ووطأ لكم أكنافه، وقد كنتم مثل غرائب الإبل.. كان لكم عمر، فكنتم له الحطيئة.. ونقمتم على الكنتي أن ذكركم بنعم كفرتموها، وأياد جحدتموها! لا تملون التذكير بمكانتي في النظام وتأخذون علي الدفاع عنه في وجه هجماتكم المنسقة! كتاباتكم غزيرة، وتصريحاتكم وفيرة.. ويرعبكم مقال واحد فلا تتورعون عن أي وسيلة لإسكات كاتبه وأنتم الديمقراطيون المدافعون عن حرية الإساءة!
تسابق أبناء الأكرمين، وذوات الخدور، من زوايا يثرب وعرب مكة، على حد توصيف الفتيان، إلى الوشاية أيهم أسرع إليها، وأهدى في دروبها المظلمة.. هذا يعرض في نوافذه المطلة على "الأزقة الخلفية" شاهد إثبات على جريمة لم تقع! وآخر يلوك على قارعة "الطوارئ" حديثا طارت به الركبان لا هو بالطريف ولا بالظريف، همّاز به مشّاء... وكان آخر من ليط "بالغزي" حنّون؛( Homeless) من بقايا اليساريين ينتصر لفلول الإخوان.. ضعف الناصر والمنصور...
"لن ننساك!".. أقبل الإطراء، سيدتي! بتواضع من يدرك الأسباب. فلطالما جرحت وداويت، وكسرت ثم جبرت.. لكن جريمتي التي لا تغتفر هي أنني غالبا ما تجاهلت "ذاكرة الجسد". أما تذكر "الظلال" فهو ضرورة، فقد ذبل الورد وبهت الحور عند بوابات العقد الخامس... لحا الله لكعا بن لكع! ولله در ولد بلعمش فقد خاصم حين كانت الخصومة رجولة، وانتصر حين أصبح الانتصار شهامة ومروءة...
فإن أبيتم إلا الحرب، فإني أعرض عليكم الالتزام باتفاقية جنيف؛ تكتبون وأكتب.. مقالات نظامية لا تستخدم فيها أسلحة الوشاية المحرمة، ولا التمترس خلف الغلمان والنساء.. مبارزة، على طريقة نبلاء العصور الوسطى.. خطوة بخطوة، وطلقة بطلقة أمام الشهود.
أو تحملوا.. "خظْ المَا..."
شكرا لكم.
شكرا لكم...
"المخبرون يملؤون صفحتي..
ما النفع من إفادتي؟
ما دمتم، إن قلت، أو ما قلت
سوف تكتبون.. سوف تكذبون!"
المستشار محمد اسحاق الكنتي