من الهلوسة الفكرية والحضارية

جمعة, 09/05/2025 - 22:47

بنشاب : لا يحدث ذلك إلا في هذه الربوع وحدها، يتكلم سفير فرنسا بالعربية الفصحى، التي لا شيك فيها أمام رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ويرد عليه الوزير الموريتاني بالفرنسية الشعبية، الصارخة من وجع الحرف وآلام الكلمة، في موقف يحرج الرئيس والوزراء، والشعب والوطن.
لا شك أن بلادنا أوغلت في التفرنس في زمن تغادرها كل دول المنطقة، وتغادره فرنسا نفسها، بل وتفرض هذا التفرنس على كل الأصعدة،غير آبهة بالدستور ولا بالهوية ولا بالسيادة.
إنها مرحلة من مراحل الهلوسة الفكرية والثقافية، تترجم القصور الذاتي والاضمحلال الوجودي في دوامة البحث عن الذات المفقودة، وتدمير القيم الدينية والأخلاق الاجتماعية، لا نجده إلا في موريتانيا، ولا نجده إلا في نخبها التي تتصدر المشهد السياسي والقيادي في الدولة العميقة.