الدفاع عن المبدأ لا يُقاس بكلفة الطريق، بل بصدق النية وصفاء اليد...تدوينة

خميس, 01/05/2025 - 16:30

بنشاب : لا تراجع عن مسار الإنصاف، ما دامت الأرض تنجب الأجواد، وما دام في هذا البلد رجالٌ يصدحون بالحقيقة إذا خفتت الأصوات، ويقفون للعدل حين تميل الكفّة، ويثبتون للمبدأ وإن تزلزلت المنابر.

إن الذي يجمعه بموكله ليس قرابة الموقف، ولا تشابه المصير، بل ما هو أسمى: قبس من المروءة، وشهقة ضمير تأبى أن ترى الحق يُنتهك وتصمت، وشعور نبيل بأن الدفاع عن المبدأ لا يُقاس بكلفة الطريق، بل بصدق النية وصفاء اليد.

في زمن عزّت فيه النخوة، وقلّت فيه الرجولة، يخرج من يضع نفسه في موضع الريح، لا مدفوعًا بمصلحة، بل محمولًا بهمّ الواجب. وإن التفريط في أمثال هؤلاء، ممن لا يزال في صدورهم قبس من الشجاعة، ونفَس من الإباء، ونُبل يُحرج المتقاعسين، هو إخلال بميزان العقل، وتقصير في حق العدالة، لا يليق بحكماء الأمة، ولا يُقبل من أعيانها، الذين يُفترض أن توزن عندهم المواقف بميزان الوعي لا بهوى اللحظة، وبعين التاريخ لا بسطحية العابر.

فمن يختار أن يكون صوتًا للعدالة حين يصمت غيره، هو أحق بالاحترام، لا بالخذلان؛ وبالمصافحة، لا بالتشكيك.
وفي ظل القيادة الرشيدة، التي أرست قواعد الإنصاف وأعادت الهيبة للمؤسسات، نثق أن مثل هذه الأصوات لن تُقصى، بل ستُصغى إليها، لأن في الاستماع لها، بقاء للعدل، وصونًا لشرف الدولة.

من ص/ ابراهيم ولد اعل