ورطة القاضي القاسم...

ثلاثاء, 15/04/2025 - 06:44

بنشاب : مهما كان تأثير الجهاز التنفيذي على القضاء، فإن للقضاء هبة ووقارا، تترك بصمتها ووقعها على القاضي نفسه، فإذا من الله عليه بالعدل، وخشية الظلم، فقد فاز بالحسنيين: العدل والحفاظ على هبة القضاء، وكان حقا من الذين اصطفى الله وألبسهم ثوب الرضى، دنيويا وأخرويا.
وإن لم يكن كذلك، وحكم بحكم ظالم وهو عليم به، أو بحكم باطل وهو جاهل به، فإنه يهدم هبة القضاء، فتتبعه لعنات التاريخ في دنياه، ويدخل النار مدحورا في أخراه.
في هذا الموقف، نجد رئيس محكمة الاستئناف معالي القاضي القاسم في موقف لا يحسد عليه، هل يختار ما يريد النظام لكسب وده في بقية أيامه المعدودة في القضاء، ويحكم وفق مزاج الجهاز التنفيذي والتشريعي، ويسبح في مياههم العكرة، أم يختار ما يمليه الضمير من عدل وحق أصبح واضحا للجاهل قبل العالم، وللغبي قبل العاقل، فيخسر ود النظام ويفوز بالحسنيين، في وقفة تاريخية مع الحق، متجاوزا عقدة تسييس الملف، وتأويل ما لا يترجح بلي أعناق الآي والأحاديث، والقوانين والدساتير مرضاة لنزوات الأفراد راضخا لضغوط الترهيب والترغيب؟.
لقد حاول القاضي في الحكم الابتدائي أن يكون ذكيا لصيد عصفورين بحجر واحد، فأغضب الله ولَم يرض النظام، ولكنه قاسى الأمرين للخروج من الورطة، فبرأ وأدان، ولكن إدانته مائعة وغير محددة، فهل تتجرأ أنت على أن تغضب الله، وترضي النظام، أم ترضي الله وتغضب النظام، أم تغضب الله ولا ترضي النظام؟
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، ونحن مطمئنون على كسب رهان المعركة لعدالة قضيتنا وقوة حجتنا وقطيعة أدلتنا، واللهم هذا الجهد وعليك التكلان.